المهرجان الدولي لفنون السيرك يختتم فعالياته بزغوان
2025.07.01 11:42
مع غروب شمس يوم السبت 29 جوان، تهادى زوّار معبد المياه بمدينة زغوان بين الممرات الحجرية العتيقة، بعضهم يحمل أطفاله على الأكتاف وبعضهم يتقدّم بخطى متسارعة نحو المسرح الذي أقيم بين أعمدة أثرية شاهدة على قرون من التاريخ. وقد جاء الجميع ليشهدوا العرض الختامي للدورة الثامنة من المهرجان الدولي لفن السيرك وفنون الشارع الذي حلّ بالمدينة في آخر محطة من جولته الوطنية.
الفضاء الذي يوحي بالسكينة تحوّل شيئا فشيئا إلى كرنفال حيّ. أنوار ملونة تتلألأ بين الأحجار القديمة وموسيقى تعلو المكان وفنانون يتحرّكون بخفة في الهواء وداخل الأطواق المعدنية أو يتدلّون من قطع قماش حمراء تراقص الريح. بينما وقف الجمهور أطفالا وكهولا مشدودين إلى مختلف مساهد العرض
كان العرض مشهدا جامعا تداخلت فيه عناصر الصورة والصوت والحركة في مكان يعبق بالتاريخ والحضارة وكأن المهرجان أراد أن يترك بصمته الأخيرة بلغة غير مألوفة هي السيرك في حضرة التاريخ.
وتميّز اليوم الختامي لهذا المهرجان بتنظيم الدورة الثانية من المسابقة الوطنية في فنون السيرك. حيث تمّ تسجيل مشاركة 20 طفلة وطفلا تتراوح أعمارهم بين 5 و11 سنة، قدّموا خلالها عروضا بهلوانية تنمّ عن موهبة مبكرة وجدية في التمرين رغم براءة الأعمار. وقد ارتأت هيئة المهرجان أن يكون التكريم جماعيا إقرارا بجودة ما قدموه وتشجيعا لهم على المضيّ في درب الإبداع.
وعلى امتداد أسبوعين، كان المهرجان متنقّلا بين المدن. انطلق من شارع الحبيب بورقيبة بتونس العاصمة في عرض افتتاحي كبير ثم زار كورنيش رادس (ولاية بن عروس) ثم مدينة ماطر (ولاية بنزرت) ومنطقة عقارب (ولاية صفاقس)، ثم حط رحاله بمدينة سيدي بوزيد تلتها مدينة سوسة.
وكان تنظيم الدورة الثامنة بإشراف جمعية "بابا روني لفنون السيرك"، بدعم من وزارتي الشؤون الثقافية والسياحة والصناعات التقليدية. وقد سعت هذه الدورة، كما سابقاتها، إلى تقريب فنون الشارع من الجمهور وفسح المجال للتكوين والتجريب من خلال ورشات شارك فيها فنانون من تونس وإيطاليا وإسبانيا والأرجنتين والشيلي وكينيا والمكسيك.
ومع إسدال الستار في زغوان، يكون المهرجان قد أنهى فصلا جديدا من رحلته، واضعا الحلم في قلب الشارع ورافعا شعار أن الفن يمكن أن يكون للجميع وفي كل مكان حتى بين الأعمدة الرومانية في معبد قديم.