ثقافة و فن

لطفي الصفاقسي: لا مكان للرداءة في مهرجان بنزرت... والتجديد ضرورة

 أكد لطفي الصفاقسي، مدير الدورة 42 من مهرجان بنزرت الدولي، أن برمجة هذا العام جاءت نتيجة خيارات فنية مدروسة، تهدف قبل كل شيء إلى الارتقاء بالذوق العام وتقديم عروض ذات جودة عالية، بعيدًا عن التصنيفات المسبقة للأنماط الموسيقية.

وأوضح الصفاقسي في ندو صحفية مساء أمس 4 جويلية 2025، أن اختيار العروض تم وفق معايير صارمة للجودة، مشيرًا إلى أن تقليص عدد عروض موسيقى الراب هذا العام لا يعني تهميشًا لهذا النمط، بل يعكس حرص إدارة المهرجان على تقديم الأفضل للجمهور في كل صنف فني.
وأضاف الصفاقسي : "من غير المعقول تكرار نفس الأسماء كل عام. نسعى في كل دورة إلى تجديد البرمجة وتقديم أسماء غابت عن الساحة أو لم تشارك في المهرجانات الكبرى مؤخرًا".
وفي هذا السياق، اعتبر أن استضافة بلطي، أحد أبرز نجوم الراب في تونس، يُعد خطوة مدروسة، لكونه لم يشارك في مهرجانات كبرى العام الماضي، ما يعزز من قيمة مشاركته في دورة هذا العام.
و تابع مدير المهرجان: "حتى بعض الفرق المصنفة ضمن الأنماط الراقية لم تحقق المستوى المطلوب في دورات سابقة، وهو ما يؤكد أن الجودة، لا النمط، هي المعيار الحقيقي في اختياراتنا".
وعلى الصعيد المالي، تحدث الصفاقسي بصراحة عن التحديات التمويلية التي يواجهها المهرجان، مشيرًا إلى أن الدعم الحكومي لا يتجاوز 3% من الميزانية العامة، ما يضع عبئًا كبيرًا على عاتق جمعية المهرجان في تأمين بقية التمويل.
لكن بفضل الجهد الذاتي للجمعية ونجاحها في استراتيجيات الاتصال والتسويق، تمكنت من جذب عدد من المستشهرين والداعمين، مما ساعد في تنفيذ عروض كبرى رغم محدودية الموارد.
كما شدد مدير المهرجان على أهمية مراعاة القدرة الشرائية للمواطن، مؤكدًا أن المهرجان لا يسعى فقط إلى تقديم عروض فنية راقية، بل أيضًا إلى ضمان الوصول إلى مختلف الشرائح الاجتماعية من خلال توفير تذاكر بأسعار معقولة تتراوح بين 10 و15 دينارًا.
ووصف الصفاقسي ، بأن البرمجة كانت من إعداد الجمعية دون تدخلات خارجية، وذلك لضمان استقلالية القرار الفني والحفاظ على مستوى المهرجان.
كما أبرز لطفي الصفاقسي، أن مهرجان بنزرت الدولي يسعى إلى تقديم تجربة ثقافية متكاملة ومثرية، تجمع بين الالتزام بالجودة، والتنوع الفني، والانفتاح على جمهور واسع، في ظل ظروف مالية وتحديات تنظيمية معقدة.