أعلن المدير الفني لمهرجان البندقية السينمائي في دورته الـ82، ألبرتو باربيرا، خلال مؤتمر صحفي عقده يوم الثلاثاء، أن 21 فيلما روائيا طويلا سيتنافسون هذا العام على جائزة "الأسد الذهبي" لأفضل فيلم، من بينها الفيلم التونسي “صوت هند رجب” للمخرجة كوثر بن هنية.
وقد بدا باربيرا متأثرًا عند إعلانه عن هذا العمل، الذي يعيد رواية القصة المأساوية للطفلة الفلسطينية هند رجب، التي استُشهدت في قطاع غزة في يناير 2024 خلال محاولتها الهرب مع عائلتها تحت القصف الإسرائيلي. وتحوّلت قصتها إلى رمز إنساني عالمي بعدما نادت لساعات فرق الإسعاف عبر الهاتف قائلة: "أنا خائفة جدا.. أرجوكم تعالوا"، قبل أن تُستهدف سيارة الإسعاف بالقصف، ويُعثر لاحقا على جثمانها في مشهد مأساوي هزّ الرأي العام الدولي.
الفيلم، الذي تم تصويره في تونس، يُعدّ إنتاجًا دوليًا مشتركًا يجمع بين عدد من الأسماء البارزة، من بينهم المنتج التونسي نديم شيخ روحه، والممثلة والمنتجة الكندية أوديسا راي، المعروفة بمشاركتها في إنتاج الفيلم الوثائقي الحائز على الأوسكار "نافالني"، إلى جانب البريطاني جيمس ويلسون، المنتج المشارك في فيلم "منطقة الاهتمام" الفائز بدوره بجائزة الأوسكار.
ويُشكّل "صوت هند رجب" رسالة فنية مؤلمة توثّق تفاصيل الحادثة كما تابعها العالم لحظة بلحظة، وتسعى المخرجة التونسية من خلاله إلى تسليط الضوء على معاناة أطفال غزة اليومية تحت الحصار والعدوان، عبر عدسة إنسانية تسرد المأساة بصوت الضحية.
وكانت مجلة "فارايتي" الأميركية قد كشفت قبل أسابيع عن استعداد بن هنية لإنجاز هذا العمل، وهو أول فيلم روائي يُعالج استشهاد هند رجب، التي ألهمت أيضًا موجة احتجاجات فنية وأكاديمية، أبرزها إطلاق اسمها على "قاعة هند" في جامعة كولومبيا، وكذلك أغنية "Hind’s Hall" لمغني الراب الأميركي ماكليمور.