شدد المدير العام لمركز النهوض بالصادرات مراد بن حسين على ضرورة مضاعفة الجهود لتطوير الصادرات التونسية نحو السوق الصينية.
جاء ذلك خلال لقاء بالمركز مع وفد صيني رفيع المستوى عن مجموعة يوهان ينغلو سرفس إحدى المؤسسات الرائدة في مجالات التجارة الدولية والخدمات اللوجستية والتمويل والاستثمار بالصين برئاسة الرئيس التنفيذي للمجموعة أكسي باياوي.
واعتبر بن حسين أنّ السوق الصينية هامة واستراتيجية لا سيما في قطاعات زيت الزيتون والتمور والمنتجات البحرية، والصناعات التقليدية، التي تحظى بطلب متزايد من قبل المستهلك الصيني.
وفي سياق متصل تم تقديم عروض مفصلة بشأن مناخ وفرص الاستثمار في تونس حيث قدّمت رئيسة الهيئة التونسية للاستثمار الحوافز المالية والضريبية التي توفرها الدولة للمستثمرين الأجانب، لا سيما في المناطق الداخلية والقطاعات ذات الأولوية.
وتناول عرض وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي مختلف آليات المرافقة والتسهيلات الإدارية التي توفرها للمستثمرين، في حين قدّمت ممثّلة وكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية لمحة عن الفرص الواعدة في القطاع الفلاحي والمشاريع ذات الجدوى التصديريّة.
المسؤول الصيني أشار إلى أن هذه الزيارة تهدف إلى استكشاف فرص الشراكة والاستثمار في السوق التونسية، سواء من حيث استيراد المنتجات التونسية أو تطوير مشاريع استثمارية في قطاعات واعدة. مثمّنا مستوى الحوار مع الجانب التونسي وما تم تقديمه من عروض محفزة للاستثمار والتبادل التجاري.
وقدّم المسؤول نفسه عرضا مفصلّا للشركة الصينية، وهي إحدى الشركات التابعة لواحد من أكبر المجمعات العمومية الصينية المختصة في التجارة الدولية والاستثمار والعمليات اللوجستية الجوية والبحرية بالإضافة إلى عدد من الخدمات الاقتصادية والتجارية ومن ضمنها أجنحة تجارية دولية لمنتجات أكثر من خمسين دولة ومن ضمنها تونس.
واحتضنت “دار المصدر” لقاءات شراكة مهنية ثنائية مباشرة بين أعضاء الوفد الصيني وممثلين عن نحو 25 مؤسسة تونسية تنشط في قطاعات ذات إمكانيات تصديرية عالية نحو السوق الصينية. وهو ما يعكس الإرادة المشتركة لبناء علاقات اقتصادية مستدامة ومثمرة بين الجانبين.
برنامج زيارة الوفد الصيني سيتواصل إلى غاية 29 جويلية الجاري. وسيشمل في الأثناء تنظيم زيارات ميدانية، إلى عدد من المؤسسات الصناعية والفلاحية التونسية، ولقاءات مهنية للاطلاع على منظومات الإنتاج ومعايير الجودة. ليتحول لاحقا إلى الجنوب التونسي، للاطلاع على مكونات المنطقة الحرة ببن قردان وفضاء الأنشطة الاقتصادية بجرجيس.
وسيقوم بزيارة إلى عدد من المؤسسات التونسية الناشطة في الصناعات الغذائية، قصد التعرف على ما توفره تونس من بنية تحتية ملائمة ومزايا تفاضلية للمستثمرين الأجانب.
الجدير بالذكر أن المبادلات التجارية بين تونس والصين بلغت سنة 2024 نحو 9.2 مليار دينار تونسي، مسجلة نموًا بنسبة 8 بالمائة مقارنة بسنة 2023.
وتشير التقديرات إلى وجود فرص تصديرية غير مستغلة نحو السوق الصينية بقيمة تفوق 214 مليون دولار أمريكي، منها 20 مليون دولار مخصصة لزيت الزيتون، و15 مليون دولار للمنتجات البحرية، و2.5 مليون دولار للتمور، مما يؤكد الإمكانات الكبيرة المتاحة لتقليص العجز التجاري وتعزيز التبادل المتوازن بين البلدين.
