عادت الفنانة اللبنانية نانسي عجرم إلى ركح قرطاج بعد غياب دام ثماني سنوات، لتمنح جمهور المهرجان واحدة من أكثر السهرات حيوية وإشراقًا، وذلك ضمن فعاليات الدورة التاسعة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي، في سهرة السبت 2 أوت 2025.
وسط حضور جماهيري كبير غصّت به مدارج المسرح الأثري، ووسط تفاعل لافت سبق ساعات العرض، أطلت "الفراشة اللبنانية" بفستان أبيض أنيق، لتقدم حفلاً موسيقيًا قاده المايسترو باسم رزق، بحضور سفير لبنان في تونس. غنت نانسي بتلقائيتها المعهودة وانسجمت مع جمهورها الذي لم يتوقف عن الغناء والتصفيق طوال السهرة.
افتتحت الحفل بأغنية "بدنا نولّع الجو"، قبل أن توجه كلمة ترحيب لجمهورها التونسي قائلة: "قرطاج اشتقتلكن". وقدمت مجموعة من أشهر أغانيها، القديمة والجديدة، منها "يا طبطب"، "ورانا إيه"، "حبك سفاح"، "يا ألَبو"، "قول تاني كده"، و"أمي"، التي خصّت بها إحدى المعجبات كتحية لكل الأمهات.
السهرة كانت احتفالاً بذاكرة الجمهور مع نانسي، التي سبق أن غنّت في قرطاج مرتين من قبل، وتُعدّ من أبرز الأسماء العربية التي رسمت لنفسها مسارًا غنائيًا خاصًا يمزج بين الكلمة البسيطة واللحن القريب من الناس. وقد نالت أغانيها من ألبوميها الأخيرين "نانسي10" و"نانسي11" تفاعلاً واسعًا، خاصة بين فئة الشباب.
نانسي، التي عرفها الجمهور أول مرة من خلال برنامج "نجوم المستقبل"، وحققت انطلاقتها بأغنية "يا طبطب" في ألبومها "يا سلام"، أثبتت في حفلة قرطاج مجددًا أنها قادرة على الجمع بين البساطة والاحتراف، بين خفة الأداء وعمق الحضور.
وكان لحفل السبت طابع خاص، حيث شكل لقاءً حميميًا بين الفنانة وجمهورها التونسي، في مشهد طغت عليه مشاعر الفرح والحنين، ما جعل من تلك الليلة لحظة موسيقية مفعمة بالحيوية والإحساس، تؤكد أن النجاح في قرطاج لا يزال بمثابة "ختم المرور" إلى قلوب الجماهير العربية.