عالميا

رايتس ووتش : بسبب قصف إسرائيل للمدارس لا مكان آمن في غزّة

 قالت منظمة ''هيومن رايتس ووتش'' اليوم الخميس 7 أوت 2025، إن الهجمات القاتلة التي شنتها القوات الإسرائيلية على المدارس التي تؤوي مدنيين فلسطينيين تسلط الضوء على غياب الأماكن الآمنة للنازحين في غزة.

وأظهر تقرير المنظمة الحقوقية أنه منذ أكتوبر 2023، شنت “إسرائيل” مئات الهجمات على أكثر من 500 مبنى مدرسي، كان مُعظمها يُستخدم مأوًى للنازحين. وهو ما أسفر عن استشهاد مئات المدنيين وإلحاق أضرار جسيمة بمدارس غزة جميعها تقريبا.
الهجمات الإسرائيلية حرمت النازحين من الملاجئ الآمنة، وأسهمت في تعطيل التعليم لسنوات قادمة، إذ أن إصلاح المدارس وإعادة بنائها سيتطلب الكثير من الموارد، والكثير الوقت.
التقرير استند إلى أحدث تقييم كانت قد أجرته “مجموعة التعليم في الأراضي الفلسطينية المحتلة”، وفيهأن 97% من المباني المدرسية في غزة (547 من أصل 564) تعرضت لضرر بمستوى معين، بما في ذلك 462 تضررت بشكل مباشر، وأن 518 مدرسة تتطلب إعادة بناء كاملة أو أعمال إعادة تأهيل كبرى لتصبح صالحة للاستخدام مجددا.
وأكّدت هيومن رايتس ووتش أن الغارات الإسرائيلية باستخدام ذخائر أمريكية على المدارس التي تؤوي نازحين بقطاع غزة عشوائية وغير قانونية، وتسببت في استشهاد مئات المدنيين ودمرت مدارس غزة جميعها تقريبا أو ألحقت بها أضرارا جسيمة.
وقال جيري سيمبسون، المدير المشارك لقسم الأزمات والنزاعات والأسلحة في هيومن رايتس ووتش إن”الغارات الإسرائيلية على المدارس التي تؤوي عائلات نازحة هي عيّنة من سفك الدماء الذي ترتكبه القوات الإسرائيلية في غزة. على الحكومات الأخرى ألا تتسامح مع هذا القتل المروع بحق المدنيين الفلسطينيين الباحثين عن الأمان”.
وحثت المنظمة الحقوقية غير الدولية، الحكومات، بما فيها الولايات المتحدة التي زودت “إسرائيل” بالأسلحة المستخدمة في الهجمات غير القانونية، على حظر توريد الأسلحة إلى الحكومة الإسرائيلية واتخاذ تدابير عاجلة أخرى لإنفاذ “اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها”.
ونبّهت المنظمة إلى أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة للمدارس التي تحولت إلى ملاجئ تأتي ضمن الهجوم العسكري الحالي للقوات الإسرائيلية الذي دمر معظم البنية التحتية المدنية الباقية في غزة، وهجّر مجددا مئات آلاف الفلسطينيين، وفاقم الوضع الإنساني المتردي أصلا.
ونقلت هيومن رايتس ووتش، عن الموقعين الإسرائيليين “مجلة +972″ و”سيحا ميكوميت” في 24 جويلية أن “جيش” الاحتلال الإسرائيلي أنشأ خلية خاصة للقصف لتحديد المدارس التي يشار إليها باسم “مراكز الثقل”، من أجل قصفها، بدعوى أن عناصر حماس يختبئون بين مئات المدنيين.
وأشار التقرير إلى أن الضربات “المزدوجة”، وهي هجمات ثانية في الموقع نفسه تهدف إلى ضرب الناجين من الضربة الأولى، وعناصر الإنقاذ حيث “أصبحت شائعة بشكل خاص في الأشهر الأخيرة عندما قصفت إسرائيل المدارس في غزة”.
وحققت هيومن رايتس ووتش في الهجمات الإسرائيلية على “مدرسة خديجة” للبنات في دير البلح في 27 جويلية 2024، التي قتلت 15 شخصا على الأقل، ومدرسة الزيتون “ج” في حي الزيتون بمدينة غزة في 21 سبتمبر 2024، التي استشهد فيها ما لا يقل عن 34 شخصا. ولم تجد هيومن رايتس ووتش أي دليل على وجود هدف عسكري في أي من المدرستين.
وادّعى “جيش” الاحتلال فيما يتعلق بعشرات الهجمات على المدارس أن ثمة تمركزًا لعناصر حماس أو مقاتلين فلسطينيين آخرين أو مراكز “قيادة وسيطرة” في المدرسة، دون تقديم معلومات محددة.
وختمت هيومن رايتس ووتش بالقول إن السلطات الإسرائيلية لم تقدم معلومات علنية عن الهجمات التي وثّقتها هيومن رايتس ووتش، بما في ذلك تفاصيل عن الهدف المقصود أو أي احتياطات اتُّخذت لتقليل الأضرار بالمدنيين.
ولم تردّ دولة الاحتلال على رسالة بتاريخ 15 جويلية تلخص نتائج هيومن رايتس ووتش بشأن هذه الضربات، وتطلب معلومات محددة.