ثقافة و فن

الشامي وكايروكي وبوشتارد على مسرح قرطاج قريبًا

 يواصل مهرجان قرطاج الدولي تعزيز مكانته كأبرز حدث ثقافي وفني في تونس، لكن سحر الفن لا يقتصر على المسرح الأثري وحده. فخارج إطار الدورة الرسمية، يقدم برنامج "خارج الدورة" مجموعة من الفعاليات الفنية الموازية التي تثري المشهد الثقافي وتستقطب جمهورًا واسعًا من مختلف الأعمار.

و يشهد البرنامج هذا العام حضور عدد من الأسماء الفنية البارزة، على رأسهم الفنان راغب علامة الذي من المنتظر أن يحيي حفلًا جماهيريًا كبيرًا، والفنان الشاب الشامي الذي سبق له تقديم حفلات ناجحة في مهرجانات مثل صفاقس الدولي والحمامات الدولي. إلى جانب ذلك، تتضمن العروض مسرحيات وتجارب موسيقية فريدة.
وتتصدر هذه الفعاليات فرق موسيقية مبتكرة، مثل فرقة "كايروكي" المصرية المعروفة بمزجها بين الروك والموسيقى البديلة، والتي تتناول في أغانيها قضايا اجتماعية وسياسية تهم الشباب، وقدمت العديد من الألبومات الناجحة مثل "أبناء البطة السوداء" و"نقطة بيضا".
كما يقدم عرض "Boudchart" تجربة فنية متفردة تمزج بين التراث الموسيقي العربي والإبداع المعاصر، حيث يتحول الجمهور من دور المتلقي إلى دور المؤدي، في عرض تشاركي حجز لنفسه مكانًا خاصًا في ذاكرة جمهور مهرجان قرطاج وامتد ليثير التفاعل في مسارح عالمية.
ويستضيف البرنامج أيضًا حفل "الجيل الذهبي" للفنان طارق العربي طرقان، الذي يقدم باقة من أشهر أغاني الكرتون مثل "افتح يا سمسم"، "ريمي" و"كابتن ماجد"، برفقة أبنائه، ليعيد للأجيال ذكريات الطفولة ويمنحها تجربة موسيقية ممتعة.
ويشمل البرنامج عروضًا مبتكرة أخرى، مثل "رڨوج العرض" من إخراج عبد الحميد بوشناق وتأليف موسيقي لشقيقه حمزة بوشناق، والذي يمزج بين الدراما والموسيقى والرقص مع تسليط الضوء على قضايا اجتماعية وإنسانية تلامس واقع الشباب التونسي. كما يقدم عرض "عشاڨ الدنيا" المستوحى من المسلسل التونسي الناجح "النوبة"، مقدمًا قصة حب بين ماهر وحبيبة، مع مزج بين الدراما والموسيقى والرقص بأسلوب عصري يحافظ على التراث التونسي.
وتشهد البرمجة أيضًا عرض "كلنا نغني"، تجربة موسيقية فريدة تجمع الجمهور مع أوركسترا محترفة، حيث يشارك الحضور بالغناء على أنغام أغاني الزمن الجميل، في محاولة لإحياء الأغنية الراقية بعيدًا عن الأغاني الهابطة المنتشرة حاليًا.
تؤكد هذه الفعاليات الدور المحوري لبرنامج "خارج الدورة" في إحياء المشهد الفني في تونس، ومنح الجمهور فرصة الاستمتاع بتجارب ثقافية متنوعة تتخطى حدود المسرح الأثري، وتجعل من قرطاج مركز إشعاع فني وحضاري نابض بالحياة.
في الختام، يشكل برنامج "خارج الدورة" لوحة فنية متكاملة تضيف لونًا جديدًا لصيف العاصمة التاريخية وتقدم تجربة ثقافية لا تُنسى لكل عشاق الفن والموسيقى المتنوعة.