في ظل تصاعد الأحداث المأساوية في فلسطين المحتلة، وبعد استهداف عدد كبير من الصحفيين الفلسطينيين، انطلقت حملة واسعة النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار "الصحافة ليست جريمة".
هذه الحملة، التي لاقت تفاعلاً كبيراً على المستويين العربي والدولي، تسعى لتسليط الضوء على المخاطر الجسيمة التي يواجهها الصحفيون وتؤكد على دورهم الحيوي في نقل الحقيقة للعالم.
لقد فقدت الساحة الإعلامية في فلسطين والعالم عشرات الصحفيين خلال الأشهر القليلة الماضية، والذين كانوا يؤدون واجبهم المهني بشجاعة في ظروف بالغة الخطورة، معرضين حياتهم للموت لتوثيق الجرائم ونقل الصورة كاملة. كل يوم، تضاف أسماء جديدة إلى قائمة الشهداء، في استهداف ممنهج ومباشر لمنع وصول الحقيقة وتعميم رواية واحدة.
إن "الصحافة ليست جريمة" ليست مجرد شعار، بل هي تذكير دائم بأسماء الصحفيين الذين دفعوا أرواحهم ثمناً لالتزامهم بمهنة البحث عن الحقيقة. من بين أبرز هؤلاء الصحفيين الذين قُتلوا سنة 2025 نذكركلاً من: مريم أبو دقة الصحفية الفلسطينية المستقلة، محمد سلامة مصور قناة الجزيرة، معاذ أبو طه الصحفي المستقل، وأحمد أبو عزيز المراسل في شبكة قدس الإخبارية، بالإضافة إلى حسام المصري مصور وكالة رويترز، وأنس الشريف ومحمد قريقع من قناة الجزيرة، وحمزة الدحدوح ومصطفى ثريا اللذين قُتلا في غارة إسرائيلية، وأحمد أبو عزيز خرّيج المعهد والباحث في برنامج الدكتوراه في علوم الإعلام والاتصال بالمعهد.
أما من عام 2024، فتضم القائمة أحمد اللوح مصور فيديو في قناة الجزيرة، وإسماعيل الغول ورامي الريفي من قناة الجزيرة، وعلا الدحدوح الصحفية في صوت الوطن. هذه الأسماء لا تمثل مجرد أرقام، بل هي قصص وحيوات وأحلام أُنهيت لأن أصحابها اختاروا حمل كاميرا بدلاً من سلاح.
إن استهداف الصحفيين هو استهداف للحقيقة ذاتها، ومحاولة لدفن صوت المهنية والمصداقية. هذه الحملة الافتراضية ليست مجرد تعبير عن التضامن، بل هي صرخة مدوية في وجه محاولات التعتيم وطمس الحقائق.