أكد المحلل الامني والباحث الاستراتجي في شؤون الارهاب نور الدين النيفر اليوم الخميس 17 جويلية 2014 في تصريح لـ "أربسك"، أن العملية الارهابية التي استهدفت الدوريتين للجيش الوطني مساء أمس الاربعاء بمنطقة هنشير التلة بجبل الشعانبي بولاية القصرين، خطيرة جدا و تشير الى خطر كبير من خلال استعمالها للسلاح، مشيرا أن السلاح الذي قامت باستعماله هذه العناصر الارهابية يحمل على الكتف وعادة ما يطلق على الدبابات.
وشدد النيفر على ان الخطورة في هذه العملية هو أن أجندة هذه العناصر باتت واضحة واستعملت نفس المكان ونفس الزمان ونفس اليوم لتنفيذ هجومها على الجيش الوطني، مشيرا إلى أنه تم التنبيه الى وقوع عمليات ارهابية في هذا الشهر تحديدا سابقا إلا أن الواقعة حصلت.
وأضاف أنه من بوادر الخطورة أيضا الاستعمال المكثف لإطلاق النار بين هذه الجماعات الارهابية وجنودنا من الجيش الوطني، مما يثبت أن هذه الجماعات الارهابية تتحرك بحرية في منطقة الشعانبي، مؤكدا ان تحرك هذه العناصر بهذه السهولة يؤكد اختراقا للمؤسسات الامنية والعسكرية باعتبار أن معلوماتهم دقيقة وثابتة وليست متأتية من الملاحظة فقط.
واعتبر المحلل الأمني أن الخطر الثالث يكمن في عدم اعتماد استراتجية محددة الى حد هذه اللحظة لمواجهة هذه الجماعات الارهابية وتم الدخول في مرحلة التعايش مع الارهاب، مشيرا الى في ذلك الى جميع وسائل العالم التي تحدثت وأشارت الى الارهاب باستثناء الاعلام التونسي الذي اعتبر عاد الى اعلام 7 نوفمبر لا يتحدث الا على ما يؤمن به ولا يتحصل على المعلومة الا من جهة واحدة ، وفق تعبيره.
وشدد على أن هذه الوضعية الجديدة للعناصر الارهابية سوف تجعل المسار الانتخابي هشا ويمكن أن يقع تظلله و افساده من قبل هذه الشبكات الارهابية التي تسعى جاهدة الى افشال الانتخابات التي في نظرهم ستكرس الدستور الجديد والدولة المدنية ضد مشروعهم وهو دولة الخلافة والحرب الشاملة في ليبيا وتونس والجزائر ثم المغرب و موريتانيا للانتقال الى مالي، و هو مشروع دولة المغرب الكبير التي يتولها أمير وتطبيق الحدود و فكر "داعش" باعتبار تنظيم القاعدة وذلك بوحشية أكبر ضد السكان وضد الدول في المجتمعات الاسلامية.
ومن جهته أكد العميد مختار بن نصر في تصريحات اعلامية أنه كان من المتوقع أن تقوم هذه الجماعات بعمليات ارهابية استعراضية نوعية هذا الشهر، مشيرا الى أن السنة الماضية من نصف هذا الشهر نفذت هذه الجماعات عملياتها الاستعراضية النوعية بعمليتين ارهابيتين الاولى الاغتيال السياسي والثانية الاعتداء على الجنود الثمانية.
وشدد بن نصر أن هذه الجماعات الارهابية أرادت أن تثبت أنهم مازالوا متحصنين بجبل الشعانبي و اعلان منطقة الشعانبي منطقة امنة غير صحيح ، كما انهم قادرين وفاعلين في هذه المناطق وبامكانهم ارباك معنويات الجنود والمواطنين.
و اضاف أن الدراسات السابقة أثبتت أن أسلحة "ار بي جي" هي متوفرة لدى هذه الجماعات اضافة الى سلاح "الكلاشينكوف" بعد ان تم العثور على عدد من هذا النوع السنة الماضية بمخزن في مدنين ، مشيرا الى هذا السلاح هو روسي ويعمل ضد الدبابات والشاحنات و الاماكن المحصنة ويمكنه ان يستهدف الشاحنة على بعد 3 أمتار .
وشدد بن نصر أن هذه الجماعات المتحصنة بجبل الشعانبي تساندها أطراف معينة وتقدم لها الدعم اللوجستي.
كلثوم التراس