آراء

"تونس اواردز": تظاهرة فاشلة نتيجة سوء التنظيم واستخفاف المشرفين

حفل توزيع جوائز "تونس اواردز" كان من المتوقع أن يكون أمسية مثالية لخدمة السياحة التونسية وفق ما حاولت وزيرة السياحة آمال كربول الترويج له إلا أنه كان صدمة بأتم معنى الكلمة. 
فالفوضى وسوء التنظيم اللذان غطى على أي ميزة قد تسند لهذه التظاهرة والتي للأسف تتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للسياحة. تظاهرة شارك في تنظيمها المنتج السينمائي التونسي طارق بن عمار لم تكن أبد في المستوى المتوقع بداية من تغيير مكان الحفل -الذي أعلن عنه سابقا أن يكون باستوديو الامبراطورية بالحمامات- الذي نقل إلى قاعة عادية في آخر لحظة كان عدد الأماكن فيها أقل من عدد المدعويين مع حجز الصف الأول لشخصيات سياسية ودبلوماسية والمقاعد الباقية لم يتم توزيع الحاضرين فيها بطريقة مسبقة كما هو الحال في التظاهرات العالمية، ناهيك عن الفوضى التي عمت المكان ساعة دخول القاعة بعد أن تعطل القارئ الإلكتروني الثاني الذي يمرر فيه الضيوف دعواتهم الالكترونية للسماح لهم بالدخول والنتيجة صف طويل لضيوف مستاءين من هذا الإهمال. 
وبعد ساعة من الانتظار أطلت آمال كربول لإلقاء كلمة الافتتاح وكأنها تتوجه بالكلام لفريق عملها لتثني على نفسها للمجهود الذي قامت به من أجل هذه التظاهرة متجاهلة في الآن نفسه مقدما الحفلة الممثل ظافر عابدين وعارضة الأزياء كنزة فراتي اللذان من المفروض أن يتوليا تنشيط السهرة بدل "قفزات" الوزيرة غير المتوقعة في فعاليات الحفلة.
ثانيا يبدو أن وزيرة السياحة قد تسرعت في الإعلان عن اسم أهم ضيفين عالميين كان من المنتظر أن يؤثثا فعاليات الحفل، إلا أن الممثلة أنجولينا جولي غيرت وجهتها نحو إيطاليا-البندقية لحضور حفل الممثل جورج كلوني بدل زيارة تونس وهنا نطرح السؤال عن مدى حرفية وجدية السيدة الوزيرة في تنظيم هذه التظاهرة خاصة وأن الممثل أنطونيو بانديرياس وصل صباح السبت إلى تونس وزيارته التي لم تدم سوى بضع الساعات اختصرها في تلقي الجائزة التي رصدتها له التظاهرة، حيث سلمها إياه رئيس الحكومة مهدي جمعة ليواصل طريقه من أجل جولة تصويرية عالمية دون انتظار المشاركة في الحفل مساءا وهذا في نظر العديد يعكس استخفاف هاتين الشخصيتين بتونس والسبب فيه هو وزيرة السياحة التي تعاملت مع الحدث بطريقة غير محترفة مقارنة الميزانية الهامة التي رصدت للتظاهرة. 
هذا الفشل الذريع في التنظيم لمثل هذه التظاهرة التي كان هدفها الأساسي رسم ملامح جديدة لقطاع السياحة في تونس يطرح عديد التساؤلات منها لما كل هذا التسرع لإنجاز تظاهرة "تونس اواردز" من قبل وزيرة السياحة التابعة لحكومة ستغادر الحكم في جانفي 2015 ؟ هل هو الغرور قد أصاب آمال كربول التي سعت فقط لإبراز اسمها دون تسجيل نتائج فعلية وجدية في قطاع حيوي بالنسبة لتونس كالسياحة والدليل مشكل النفايات بجزيرة جربة والذي قالت عنه الوزيرة "مسألة مسيسة".
أخيرا وليس آخرا بان بالكاشف أن السياحة لاتخدم بصور "السلفي" أو بالغرور حتى لايكون استخفافا يصل إلى حد الابتذال.