آراء

الحق في البكاء دفعة واحدة إلى شكري بلعيد

هو نص قرأته بدار الثقافة الشهيد شكري بلعيد جبل جلود يوم 16 فيفري 2013
(ليس شعرا ولا تأبينا ولا تخليدا. المقرّبون من شكري ومنّي وحدهم سيفهمون كُنْهَ و تفاصيلَ هذا النص )
تصدير:الحق في البكاء دفعة واحدة ليس نواحا ولا ضعفا فاضحا بل هو ضرورة عاجلة لنستطيع رؤية مسارنا واضحا.
النص:
ليس مهمّا أن تكون لي قائدا أو زعيما أو رَمزا فتلك صفات يريدونها حكرا على الموتى. كان يكفيني أن تكون الآن هنا، هنا معنا! أنْ نناديك ببساطة يا شكري فتبتسم أو نناقشك بحدّة وحماس فـ..تبتسم وهذا يكفي لتلتصق بك كل الصفات السابقة واللاحقة التي لن تجد قامة فارعة تليق بها سِواك! وحيّاك شكري حيّاك..
في زيارتي الأولى إلى بيتك الجديد المُسَيَّج بأمنيات البسطاء والمحرومين، غضبتَ منّي ومنعتَني من البكاء، قلتُ لك لماذا لا تنام يا رفيقي؟ فلأول مرّة أرى من قريب شهيدا واقفا في مثواه! تماما كوقوفك المعتاد في ساحات النضال. الآن مرّة أخرى أعرف أنك ستغضب مني ثم أقسم كعادتك ستبتسم، لكنني أعرف أكثر أنك كائن متعدّّد، الرفيق/الأب/الأخ/الطفل/الشاعر والشهيد، وهذا مربط المشاعر:أنا لن أرثيك كالرفاق ولن أتقَوَّل في رفع المعنويات والقبضة الصاعدة مع أنّ خطابهم دافع للذهاب إلى الأقصى، أقصى فلسطين عشقك الأزلي وأقصى أحلام الفقراء الذين من أجلهم، ذهبتَ أنت بجسدك وروحك إلى أقصاك! وحيّاك رفيقي حيّاك..
أيها الرهيفُ هم هشّموا رأسك لكنّ فكرتك باقية. أيّها الشفيفُ، هم أوغلوا في الرصاص لكنك أوغلتَ في أحلام الناس حتى نصّبوك على عرش القلب والروح «تُوَيْجَةَ» قرنفلةٍ حانِيَة. آن لي أن اعترف لك:يا رفيقي أنا لا أرثيك، فقط الآن وقد تكشّفتْ لي تفاصيلُ مُحَيّاك، ..أبكيكَ..أبكيكْ.. وحيّاك شكري حيّاك!
سامي السنوسي