ثقافة و فن

مهرجان الصحراء الدولي بدوز ... غياب كامل لوزارتي الثقافة و السياحة

 أيام فقط تفصلنا عن الموعد التقليدي لمهرجان الصحراء الدولي بدوز أعرق تظاهرة سياحية وثقافية في تونس الذي مثّل على مدى سنوات رئة الحياة الثقافية والسياحية في البلاد، هذا المهرجان يواجه اليوم مصيرًا مجهولا بسبب السلبية والغياب الكامل لوزارتي الثقافة والسياحة في دعم المهرجان ومتابعة تطوراته . انسحبت الهيئة القديمة للمهرجان بعد ثلاث سنوات واجهت فيها صعوبات كبيرة على المستوى الأمني والمالي والتقني ومع ذلك حافظت على المهرجان كمكسب ليس للجهة فحسب بل للبلاد ونجحت في التخفيف بقدر كبير جدا من ديون المهرجان وبانسحابها لم تجد السلطة الجهوية من يتحمّل مسؤولية مواصلة ادارة المهرجان الأعرق والأهم. ان مسؤولية المندوبية الجهوية للثقافة بقبلي وكذلك مندوبية السياحة واضحة فكان من المفروض ان يتم تجديد الهيئة منذ الربيع الماضي عندما قدَّمت الهيئة السابقة استقالتها وكان على السلطة المحلية والجهوية آنذاك التحرّك بسرعة واختيار هيئة جديدة ولكن كل جهة ترمي بالكرة لغيرها في مشهد درامي يؤكد الضعف الذي وصلت اليه هياكل الدولة في كل المستويات . تتحمّل وزارة السياحة خاصة المسؤولية كاملة فقد تجاهلت الوزيرة سلمى اللومي ملف المهرجان رغم كل ما وجّه لها من رسائل من أبناء الجهة الغيورين على المهرجان والملمين بتفاصيله ومشاكله باعتباره شأنا وطنيا أما وزيرة الثقافة لطيفة الأخضر فقد كلّفت مندوب الثقافة بمتابعة الملف لكن لم يتم التوصّل لأي حل ممّا يضع تنظيم المهرجان اليوم محل تساؤل كبير فالوقت لم يعد يسمح بتنظيم المهرجان يضاف الى ذلك عدم توفّر فضاء لتنظيم المعرض التجاري الذي يمثّل نصف مداخيل المهرجان تقريبا كما يعاني المهرجان من مشكل قانوني فالقانون لا يسمح لوزارة الثقافة بأن تخصّص منحة مالية للمهرجان باعتباره ليس جمعية ولا توجد صيغة قانونية لتنظيم دعم الوزارة لأعرق المهرجانات التونسية . المهرجان موعد لتنشيط الحياة الثقافية والاقتصادية في الجهة وهو فرصة لترويج صورة تونس في العالم لدعم السياحة التي تحتضر وخاصة السياحة الصحراوية فهل يتدخّل السيد الحبيب الصيد رئيس الحكومة بتنظيم مجلس وزاري مخصص لأعرق

المهرجانات وأهمها وتمكين الجهة من استعادة رئة أساسية في التنمية ؟

 

ايمان بوطار