تفوق مسلسل اولاد مفيدة على كل الاعمال الدرامية في هذا الموسم الرمضاني وحقق نسب مشاهدة عالية وكبيرة وقياسية وشد العائلات وحتى بعد القرار العجيب ان لم نقل الغريب للهايكا والقاضي بتاخير موعد بث العمل لتعلات واهية و"تضحك وتحشم " كانت نسب المشاهدة عالية وارتفعت وهذه النسب الكبيرة تعكس نجاح العمل في الوصول الى المتلقي الباحث عن ذاته في الاعمال الدرامية ووجد مسلسل اولاد مفيدة قريبا منه ومن مشاكله واحيانا تصدمه صورته التي يراها في العمل وهو الذي يحاول الهروب منها في الواقع.
ولنا ان نسال لماذا نجح مسلسل اولاد مفيدة وحقق هذه النسب الكبيرة والقياسية من المشاهدة رغم وجود اعمال اخرى بثت معه في نفس الوقت؟ نسال ولا نجد افضل من القول بان العمل احترم المشاهد من حيث الصورة والسيناريو ووالاخراج واداء الممثلين واذا ماتوفرت كل هذه العوامل فإنها تقدم لنا عملا كبيرا وضخما ومن احترم المشاهد اكيد انه سيجد نفس الاحترام ومايقدمه من اعمال ستلقى اقبال المشاهد.
نسبة المشاهدة العالية تعكس النجاح
نسمع في بعض الاحيان اوفي الكثير من الاحيان "احنا والظرف" كلاما من عدد من الممثلين وهم يقللون من اهمية نسب المشاهدة ولاندري هل انهم انجزوا اعمال ليشاهدوها هم فقط ام انها موجهة للجمهور؟ نسال ولانقف عند مثل هذه التعلات الواهية لفشل هذا العمل اوذاك وتبقى نسبة المشاهدة مقياسا لنجاح أي عمل ولمن يقلل من شأن نسب المشاهدة نقول ان التونسي اليوم بلغ درجة من الوعي والمعرفة ماتسمح له بحسن الاختيار ولانراه انه اختار متابعة اولاد مفيدة "لسواد عينين المخرج او الممثلين" بل لأنه وجد في العمل مايغريه بالمشاهدة ووجد عملا احترامه وقدم له صورة رائعة واخراج متقن واداء مميز لكل المثلين وغاص في مجموعة من المواضيع التي نعيشها وتطرق الى مآسي نعيشها يوميا نبش في المسكوت عنه اومانحاول ان نهرب منه وصدمنا بواقعنا الذي نحاول ان نزينه رغم مابداخلنا من يقين بان واقعنا الذي نعيش اليوم فيه من الماسي والجرائم و"الهم" مانعجز في كثير من الاحيان على تحمله وكل المواضيع وقع تناولها والتطرق اليها بكثير من الحرفية سواء في السيناريو الذي كتب بكثير من الحرفية و"كان مطروز بالباهي" او الاخراج والنسق الذي كان سريعا مايجعل المشاهد لايمل وهو يتابع حلقات المسلسل والتي كانت قوتها في التشويق الذي نراه في كل حلقة ايضا كان اداء الممثلين رائعا وهذا يعكس دراية كبيرة لدى المخرج في ادارة الممثلين وتوجيههم.
نجح اولاد مفيدة في هذا الموسم الرمضاني وكان اكثر الاعمال فرجة ومتابعة ولأول مرة نرى الناس في المقاهي يشاهدون ويتابعون العمل وكانهم يشاهدون كلاسيكو الدوري الاسباني ومثل هذا النجاح يجب ان ندعمه لا ان نعمل على ضربه ومحاولة التقليل منه بتاويلات نراها لاتلزم الا من كان يعيش كبتا كبيرا.