انطلقت الأشغال خلال شهر جويلية سنة 2015، وقد ساعدت في ذلك مختلف الدراسات، بفضل التعاون المشترك بين شركة أورنج تونس وجمعية دعم الأطفال ASSEN ووزارة التربية والسلطات الجهوية والمحلية لولاية القصرين ومتساكني المنطقة في المساهمة في جعل هاتين القريتين أكثر ضمانا لتنمية اجتماعية واقتصادية مستدامة.
كما أنّ الهدف هو تحسين الواقع المعيش اليومي لمتساكني المنطقة وبالتحديد شبّان وشابات قريتي "القرعة و"وأولاد عبد مولاه" من خلال تعزيز التعلّم والرعاية الصحية الأساسية والمياه، وهي تعدّ ثلاثة دعائم أساسية للتنمية المستدامة دون نسيان حق النفاذ والربط بالتكنولوجيا الرقميّة ودعم التمكين الرقمي والاقتصادي لنساء القرية.
وبفضل توفر هذه الدعائم الأساسية فمن الضروري انتهاج هذا المسار وتمهيد الطريق لتحسين طريقة عيش للمتساكنين التي تبقى للأسف ضعيفة جدا.
وبخصوص مجال التعليم، ومع ترميم وتجديد المدرستين الابتدائيتين "أولاد عبد مولاه" و"القرعة"، تمّ اتخاذ إجراءات أخرى لضمان جودة المدارس باعتبارها إطارا ملائما للعيش والحياة الأمثل لفائدة 330 تلميذ وذلك من خلال:
· إعادة التهيئة والتجديد لـ:
o فضاءات الأنشطة الثقافية ومكتبة متعددة الوسائط المجهزة بـ 40 جهاز كمبيوتر ومجموعة كبيرة من كتب الأطفال.
o قاعات التحضيري المخصّصة للأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم 5 سنوات.
· إعادة تهيئة فضاءات الألعاب وأسوار الحديقة.
· بناء مطعم مدرسي في "أولاد عبد مولاه" وإنشاء سور خاصّ بمدرسة "القرعة".
· إحداث برنامج سنوي للأنشطة الثقافية والتعليمية والتربوية اليدوية موجهة للتلاميذ منها (الرسم، المسرح، السينما، والرسم على الفخار)
وفيما يتعلق بالجانب الصحي، فقد تمّ تجديد مركز الرعاية الصحية "القرعة" بالكامل وتجهزه بالمعدات الطبية (سرير للفحص الطبي وأسرّة وخزائن، نقالة وجهاز لقيس ضغط الدم وتجهيزات ومعدات التعقيم وأمراض النساء).
بخصوص الجانب المتعلق بالمياه، قد تمّ ربط المدرستين الابتدائيتين بالماء الصالح للشراب من خلال حفر بئر في قرية "القرعة" وإنشاء خزاّن مياه لأولاد عبد مولاه".
وبالإضافة إلى العمل المشترك بين الشركاء الثلاثة، كان حضور مجموعة من الفنانين تابعين للجمعية الثقافية لتنمية حسّ المواطنة (CFC) متميزا وذلك في إطار إثراء وتقديم خبراتها والبحث الدقيق على التراث المحلي بإنجاز عمل فني بطريقة متميّزة.
وقد تكفّل متطوعو الجمعية الثقافية لتنمية حس المواطنة (CFC) برسم لوحات ورسوم فنية إضافة إلى القيام بتزيين جدران المدرستين الابتدائيتين وقاعات الدروس بأجمل الرسومات وذلك بهدف خلق المزيد من الروابط الاجتماعية، هذا إضافة إلى تهيئة مختلف الفضاءات وذلك بجعله إطارا ملائما للاستكشاف و التجربة للتلاميذ.
كما يتمثّل الهدف المشترك للشركاء الأربعة في جعل من المدرسة مكانا وإطارا ملائما للعيش وكذلك لترسيخ قيم المواطنة والمسؤولية لدى الناشئة من خلال جعل التلميذ مواطنا مسؤولا في المستقبل.
الربط بالتكنولوجيا الرقميّة ودعم النشاط الاقتصادي لنساء القرية
وبالإضافة إلى ذلك وفي إطار مشروع القرى لأورنج تونس، قرّرت أورنج تونس ووزارة التربية تزويد المدرستين الابتدائيتين "القرعة" و"أولاد عبد مولاه" بمعدات وأجهزة رقميّة متمثّلة في خوادم رقميّة serveur Rasberry، لوحات رقميّة، وأجهزة عرض فيديوهات) والتي أثبتت جدواها اليوم في 28 مدرسة في مختلف أنحاء الجمهورية حيث تتضمن محتويات تربوية وبيداغوجية تهدف إلى مساعدة تلاميذ المدارس الإبتدائية على تنمية قدراتهم المعرفية وتطوير مهاراتهم وتحسين نتائجهم الدراسية وذلك في إطار برنامج التربية الرقميّة الذي تمّ الشروع في تنفيذه بالتعاون مع وزارة التربية.
كما يتضمن برنامج دعم التنمية المستدامة في منطقتي "القرعة" و"أولاد عبد مولاه" بعدا اقتصاديا من خلال دعم وتعزيز الانتاج المحلي عبر دعم المرأة الريفية من خلال تأطير ومساعدة 13 من نساء المنطقة على بعث مشاريعهم الخاصّة وتطوير نشاطهم الاقتصادي بطريقة مربحة ومستدامة وإبراز مشاريعهم الخاصّة المتمثلة في تربية الدواجن التي ستكون مصادقا عليها ومتحصلة على شهائد بيولوجية في الغرض.
الاحتفال بتدشين ثاني مشاريع القرى لأورنج تونس في جهة القصرين ودعم التنمية المستدامة في قريتي "القرعة وأولاد مولاه"
كان يوم 8 نوفمبر 2016 مناسبة لتدشين مشروع القرى لأورنج تونس في جهة القصرين والاحتفال وإدخال البهجة لمتساكني المنطقة من مختلف الشرائح العمرية، كهولا وشبّانا وأطفالا صغارا بحضور السيّد ناجي جلول وزير التربية والسيّد ديديه شارفيه المدير العام لأورنج تونس والسيّد رامي بالي رئيس جمعية دعم الأطفال ASSEN وممثلين عن السلط الجهوية والمحلية ومديرين وممثلين عن وزارة التربية وأعضاء جمعية دعم الأطفال ASSEN و الجمعية الثقافية لتنمية حس المواطنة (CFC) وكذلك الموظفين المتطوعين من شركة أورنج تونس الذين سجلوا حضورهم بكثافة لمد يد العون وتقديم الهدايا للتلاميذ والمشاركة في المشروع النموذجي عبر مختلف المبادرات والانشطة الخيرية بالتعاون مع جمعية دعم الأطفال ASSEN.
كما كانت المفاجأة أيضا في انتظار التلاميذ والأطفال في المنطقة بإدخال البهجة والفرحة من خلال عرض سيرك "باباروني" في ساحة المدرسة الابتدائية "القرعة" حيث تفاعل الأطفال الصغار مع مختلف العروض المقدمة، كما مثّل حضور ملكة جمال القصرين الأنسة خولة سعد مفاجأة سارة لمتساكني الجهة وكلّ الحاضرين خلال فعاليات تدشين مشروع القرى التابع لأورنج تونس.
وقد أكّد ناجي جلول وزير التربية : " أن هذا النشاط يندرج في إطار إعطاء إشارة إنطلاق برنامج "أسبوع المدرسة الرقميّة" الذي شرعت فيه وزارة التربية، وسيكون يوم 11 نوفمبر الجاري موعدا حقيقيا لإطلاق المدرسة الرقميّة في تونس وسط حضور ومواكبة وسائل الإعلام لمختلف مراحل الدورة النموذج للتعليم الرقمي."
وقد أوضح ديديه شارفيه المدير العام لأورنج تونس التوجّه العام لهذا البرنامج النموذجي: "مع مؤسسة أورنج للأعمال الخيرية نحن على قناعة تامّ أنّ التكنولوجيا الرقميّة تمثّل أداة هامّة للتنمية المستدامة من أجل ترسيخ قيم التضامن الجديد و الابتكار، ونحن ندعم ذلك بالفعل، مع وزارة التربية ومراكز التعليم والمدارس الرقميّة، لكن التكنولوجيّا الرقميّة لا تتضمن كلّ الحلول، طالما لا يتوفر للناس الضروريات الأساسية للحياة والعيش الكريم، ونحن نعمل على إيجاد حلول وتصورات لذلك على غرار مشروع القرى لأورنج تونس، إذ تمثّل المدرسة حجر الأساس لبرنامج القرى."
ومن جهته عبّ رامي بالي رئيس جمعية دعم الأطفال ASSEN عن سعادته بالتعاون الأوّل المشترك والمثمرّ مشيرا إلى أن هذا التعاون الثنائي يؤكد مواصلة العمل لأعضاء ASSEN مع العاملين في أورنج تونس من أجل التنمية المستدامة والمتضامنة لمشروع قرية أورنج تونس بالقصرين والمشاريع الأخرى التي تدعم الطفولة."
ومن جهتها قالت أسماء النّيفر مديرة العلاقات الخارجية والمسؤولة عن برنامج الابتكار و دعم استراتيجية المسؤولية الاجتماعية لأورنج تونس: " أن برنامج مشروع القرى لأورنج تونس يؤكد التزام المؤسسة في مجالات التعليم والصحة ويعبّر كذلك عن الاهتمام الكبير الذي توليه لمكانة ووضعية المرأة وتحديدا في المناطق الريفية"، "هذا هو الالتزام، وسنواصل إعطاء المكانة والرعاية التي تستحق لأطفالنا، جهاتنا وبلدنا.