تسعى تونس في الوقت الحاضر إلى إسترجاع 300 ألف سائح جزائري فقدتهم بعد ثورة 14 جانفي التي أدت إلى تراجع عدد السيّاح الوافدين الى تونس في ضل كثرة الاعتصامات و المسيرات و الفوضى التي تسبببت فيها جمعات سلفية.
تسعى وزارة السياحة الى اصلاح منظومة السياحة في تونس باعتبار ان وجهة السائح الجزائري هي الاراضي التونسية على مدار العام لقضاء عطلهم، لكن هؤلاء تراجع عددهم بشكل كبير حيث خسرت تونس في الموسم الماضي نحو 300 ألف سائح جزائري اختاروا وجهات أخرى في مقدمتها تركيا والمغرب، بسبب خوفهم من عدم توفر الأمن في تونس، بعد الاطاحة بنظام الرئيس السابق بن علي .
كما بينت اللقاات التي جرت بين تونس والجزائر التي نظمها الديوان التونسي للسياحة بهدف تسويق المنتوج السياحي للبلدين، من خلال تبني بعض النشاطات الداعمة للسيّاح الأجانب سواء من اوروبا أو غيرها من دول العالم بخصوص تفعيل الشراكة بين الطرفين بهدف ترويج لثروات السياحية المتعددة من جانب البلدين من اجل الوصول الى معادلة سنوية تقدر ببحــوالي 1 مليون سائــح جزائري الى تونس ، و مــا يقارب الـ 600 ألف سائح تونسي الى الجزائر.
وقد سجلت السياحة في تونس نسبة نمو تعادل 34 % ، في حين تستعد تونس لاستقبال عدد كبير من السيّاح الجزائريين في هذه الفترة وهذه الزيادة تمثل نسبة العجز الذي سجلته العام الماضي بأكمله ، فقد خسرت تونس حوالي 300 ألف سائح جزائري، اذ كانت نستقبل ما بين مليون الى 1.2 مليون سائح جزائري سنويًا، و بلغ عدد السياح العام الماضي قرابة 700 الف سائح فقط العام الماضي، وهو ما تسبب في خسائــر بحــدود 200 مليون دولار من اجمالي عائدات قطـــاع السياحة والمقدرة بنحو 2.8 مليار دولار .
وبخصوص ايرادات قطاع السياحة التونسي بشكل عام فقد بينت احصائيات اعدتها وزارة السياحة ان القطاع السياحي حقق خلال الأشهر الأربعة الأولى من السنة الجارية زيادة من حيث التوافد والاقبال بنسبة 57 في المئة ، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي 2011 ، حيث استقبلت تونس حتى افريل الماضي 1.2 مليون سائح ، و تتوقع الوزارة تحقيق مستوى ستة ملايين سائح حتى ديسمبر 2012 " ، هذا الرقم سيكون مؤشرًا ايجابيًا من شأنه أن ينعكس على قطاعات أخرى كوكالات الأسفار و الصناعات التقليدية و النقل وغيرها من القطاعات .
وتتوقع وزارة السياحة التونسية تحقيق ايرادات اضافية بنحو 500 مليون دينار السنة الجارية .
