تونس : المصممة خلود القاسمي تتخلى عن 'الموضة' وتحول ورشتها إلى مصنع للكمامات
2020.04.25 09:58
نجحت أزمة فيروس كورونا على الرغم من بشاعة تداعياتها الصحية والنفسية، في استحضار اللحمة الاجتماعية بين التونسيين الذين هرعوا منذ الأيام الأولى لانتشار هذا الوباء العالمي إلى معاضدة جهود الدولة في القضاء عليه كل بما يملك.
خلود القاسمي مصممة أزياء تونسية شابة، واحدة من أولئك الذين أبوا أن يبقوا مكتوفي الأيدي في وقت تواجه فيه الحكومة هذه الأزمة الصحية بإمكانيات طبية ضعيفة وبموارد مالية شحيحة.
و قد قررت خلود مؤقتا اعتزال عالم الموضة، الذي طورت فيه مهاراتها لتنتج ماركتها الخاصة، إلى حين انقشاع هذه الأزمة، وحولت ورشتها الفنية التي اعتادت فيها صنع تصاميمها إلى مصنع صغير لإنتاج الكمامات الطبية الواقية و في تصريحها لـ"سبوتنيك" ، قالت خلود : إن الحجر الصحي العام الذي فرضته السلطات التونسية اضطرها في البداية إلى إغلاق ورشتها الفنية والبقاء في المنزل، قبل أن يقودها ضميرها الإنساني إلى التفكير في مساعدة أبناء بلدها خاصة بعد تصاعد وتيرة العدوى وانتشار الفيروس في جل محافظات البلاد.
استغلت خلود شهادتها الجامعية في علم الأحياء وخبرتها في عالم التصميم، وباشرت في إجراء بحث حول كيفية صنع الكمامات الطبية الواقية بطريقة صحية تضمن حماية مستخدميها، مستأنسة في ذلك بآراء أساتذتها وأصدقائها من الأطباء.
وتحرص المصممة الشابة على إنتاج كمامات مطابقة للمعايير الصحية وقريبة جدا من تلك التي تباع في الصيدليات، موضحة "استخدمت ثلاثة أنواع من الأقمشة تضمن سلامة مرتديها، الطبقة الداخلية الأولى هي عبارة عن قماش غير منسوج وهي مخصصة لأولئك الذين يعانون من الحساسية، أما الطبقة الثانية فدورها هو ترشيح الهواء من البكتيريا ومنع دخولها للأنف، في حين تمنع الطبقة الخارجية الثالثة دخول كتل الرذاذ إلى الجزء المخفي من الوجه".
و تتجه خلود ورفيقاتها من عاملات الخياطة إلى الورشة منذ السابعة صباحا ولا تقفل باب مصنعها الصغير إلا عند حلول الرابعة مساء التزاما بحجر التجوال، ونجحت في الأسبوع الأول في صنع نحو 8000 كمامة بمعدل 1500 كمامة في اليوم.