تعّد نسبة النساء المشاركات في الأنشطة الاقتصادية في دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا الأكثر انخفاضا على مستوى العالم, وهي نتيجة لعدّة عوامل أهمّها انعدام وعي المرأة بحقوقها الاجتماعية والاقتصادية ونقص فرصها في المشاركة في الحياة العامة وخاصة المجال الاقتصادي اضافة إلى غياب الدعم ونقص المعلومات ممّا يؤدي إلى قلّة استثمار الطاقات الكاملة للمرأة في الاقتصاد. وقد أثبت العديد من البحوث الدولية والاحصائيات أنّ المعدلات المنخفضة لمشاركة المرأة في سوق الشغل تعدّ من العناصر الرئيسية المؤثرة في التنمية.
وقد شهدت بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا على غرار مصر والاردن والمغرب وتونس في السنوات الاخيرة تطورا ملحوظا على مستوى اجراءات اصلاح القطاع العام وزيادة معدلات مشاركة الفتيات والنساء في النظام التعليمي وتعديل قانون الأسرة, إلا أنّ ذلك لم ينعكس على مستوى التمكين الاقتصادي للمرأة في بلدان المنطقة على أرض الواقع, وهو ما دفع بالعديد من الأطراف المهتّمة بمقاربة النوع الاجتماعي الى التركيز على مشاريع تدعّم عملها وتعّزز اندماجها في سوق العمل على غرار برنامج التمكين الاقتصادي للمرأة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا (ECONOWIN) بدعم من التعاون الدولي الألماني ( GIZ) بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات والتوثيق والاعلام حول المرأة "الكريديف" ( CREDIF) وتشارك فيه جمعيات حكومية وغير حكومية مختّصة في مجال الاعلام والتمكين الاقتصادي و يتناول بشكل خاص موضوع "المرأة والعمل".
وحسب احصائيات البنك الدولي لسنة 2012 تمثّل النساء في تونس 25% من مجموع قوة العمل وفقا لمؤشرات التنمية في العالم لسنة 2010 اضافة الى أنّ معّدل البطالة لدى الاناث هي 17 % مقارنة ب13 % للرجال, ورغم الاستثمار المكثّف في التعليم وتنمية الاقتصاد من أجل ادماج المرأة التونسية في مواقع اتخاذ القرار , لازالت هذه الاخيرة غير ممثّلة بشكل كاف في المناصب والهياكل الرسمية اضافة الى أنّها لا تزال تعاني من عدم وضوح في الرؤية لطبيعة عملها لا سيما في المناطق الريفية .
في اطار برنامج تمكين المرأة اقتصاديا في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا تندرج مبادرة "أنا هنا" كتظاهرة قائمة على عروض لسلسلة من الأفلام تجسد واقع المرأة في كل من تونس والمغرب ومصر والاردن وتهدف هذه المبادرة الى نشر ثقافة المساواة في العمل وتشجع على اثارة نقاش اجتماعي حول وضع المرأة في الاقتصاد والمجتمع .
ستقدم هذه الأفلام نساء عاملات ومنتجات من مصر والأردن والمغرب وتونس يطرحن فكرة واحدة هي "المرأة تحدّد مصيرها وهي فاعلة ومؤثّرة في الاقتصاد والمجتمع" وهي الرسالة التي اعتبرتها السيدة منية القصطلي منسّقة برنامج تمكين المرأة اقتصاديا في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا بمكتب تونس, المغزى الأساسي للحملة الاعلامية "أنا هنا" معتبرة أنّ هذه الحملة ترمي أساسا الى بث الوعي بالحقوق الاقتصادية للمرأة وتمكينها من فرص اجتماعية واقتصادية وتدعيم ثقتها بنفسها وتعزيز قدرتها على اتخاذ القرار من خلال رؤية سينمائية واقعية مؤكدة على أنها طريقة ناجحة وعملية استنادا لنجاح التجارب الاخرى في بقية الدول العربية.
مبادرة "أنا هنا " تنطلق يوم 20 سبتمبر 2013 بالمسرح البلدي بالعاصمة تحت شعار" المرأة تحدد مصيرها وهي فاعلة ومؤثرة في الاقتصاد والمجتمع "و تتواصل على مدى يوميين وهي مفتوحة لجميع الأطراف لتسليط الضوء على موضوع المرأة ومساهمتها في المجال الاقتصادي والاجتماعي وفتح باب النقاش للجميع وسيتم خلالها عرض ثمانية أفلام قصيرة تم انتاجها خصيصا للمشروع ,أربعة وثائقية هي "أم أميرة" وحكاية "ن" من مصر, "ما فوق السحاب" من الاردن و"النجاح" من تونس اضافة الى أربعة أفلام روائية هي "ليالهن" و"الراية البيضاء" من المغرب و"سلمى" و"امرأة ونصف" من تونس, وهي أفلام تصوّر نماذج متميزة جداّ عن المرأة في كل من مصر والأردن وتونس والمغرب وتعطي الفرصة لتبادل الآراء ووجهات النظر حول قضية النساء العاملات في هذه البلدان.
مهنياً: يتحدث هذا اليوم عن أوضاع مهنية متينة وممتازة، وما بدأت به قابل للاستمرار والتطوّر إذا واظبت عليه بجدك ونشاطك المعهودين
عاطفياً: غيمة سوداء قد تؤثر في علاقتك بالحبيب لكن سرعان ما تعود الأمور إلى طبيعتها وأفضل مما كانت سابقاً
صحياً: إذا رغبت في تحسين وضعك الصحي، عليك أن تبذل جهداً أكبر في المستقبل القريب لتقطف ثمار ذلك لاحقاً