المجتمع

''الحرقة''..تتحول الى هوس لدى الشباب

 تشهد السواحل التونسية خلال الآونة الأخيرة موجة هجرة غير شرعية (حرقة) قوية وغير مسبوقة نحو السواحل الأوروبية بالرغم من المخاطر الصحية لفيروس كورونا المستجد مما تشهده تلك الدول من نسق من خلال الاصابات و الوفيات التي يمكن أن تؤدي إلى أزمة إنسانية إلا أن هذه الارقام لم تخف المهاجرين غير الشرعيين ولم تردعهم من محاولة الهجرة إليها.

وتضاعف عدد المهاجرين غير النظاميين الذين وصلوا إلى إيطاليا خلال الشهرين الفارطيين و كان معظم التونسيين يلجؤون الى الحرقة بسبب تحقيق مطالب و تغيير مناخ أحسن معتبرينها حركة احتجاجية رافضة للوضعية الاقتصادية الهشة التي تفاقمت اثناء ازمة كورونا فتحولت الحرقة إلى سلوك جمعي احتجاجي حاملا في طياته الغضب من مسار الحكم وعدم الرضا والبقاء تحت خيارات حكومية لم تلب حاجياتهم الاجتماعية ولم تراع هشاشتهم اثناء هذه الازمة.
و اعتبر محللون أن السبب الرئيسي للهجرة يعود الى فقدان الشباب للأمل في حياة ومكانة اجتماعية مرموقة وبحثهم عن فضاء اجتماعي آخر يحقق لهم آمالهم التي تبخرت وسط الصراع السياسي الحالي حيث أصبح يرى أن الهجرة غير النظامية النافذة الوحيدة للهروب و إلقاء نفسه في خطر مضاعف بين الموت في البحر أو الموت بالوباء لتحقيق مطالبهم.
و أوضح خبراء علم الاجتماع أن تواصل الهجرة الغير شرعية اليوم أصبحت ثقافة تسيطر على عقول الشباب حتى و لا كان لديه شهائد علمية الا أنه يحبذ الهروب بسبب الفراغ الثقافي و الهوس نحو مغامرة و تترجم بضعف الرادع الأسري والاجتماعي والديني، وارتفاع منسوب اليأس في صفوف التونسيين.
ووفق بيانات وزارة الداخلية الايطالية، فإن من مجموع 11 ألف و191 مهاجر غير نظامي وصلوا الى البلاد منذ بداية العام الحالي، هناك 5 آلاف و237 منهم انطلقوا من سواحل تونس، ومن بينهم 4 آلاف تقريبا يحملون الجنسية التونسية، وفق وكالة آكي الإيطالية.
وكانت السلطات الايطالية اتهمت نظيرتها التونسية بالتساهل مع المهاجرين غير الشرعيين الذين توافدوا بكثرة على ايطاليا مؤخرا وهددت الحكومة الايطالية تونس بقطع المساعدات عنها في حال عدم التصدي الجدي لهذه الظاهرة.