-عودة مليحة التونسية بعد غياب كبير ...هل خططت جيدا لهذه العودة الى تونس؟
في رصيدي ما يقارب الخمسين أغنية , سافرت كثيرا بين بلدان العالم العربي وكان استقراري لسنوات طويلة بين مصر والامارات العربية ولبنان ..
بداياتي في تونس كانت محتشمة قليلا...أول ظهور لي كان بعنوان "طير يا حمام" وعملت مع محسن الماطري , كان ذلك في بداية التسعينات ثم سافرت الى سوريا بعد سنة فقط من الظهور في تونس.
الصدفة هي التي جمعتني بمنتج سوري يدعى نذير عقيل وهو الذي استمع الى غنائي بأحدى المناسبات الخاصة واقترح عليّ أن أغني في منوعة تلفزية سورية وفعلا سافرت وبتواتر الدعوات هناك استقررت في سوريا.
تعاملت مع ايمان البحر درويش وتتالت فرص الظهور وأغراني المناخ العام للاستقرار هناك.
وأنتجت عددا من الأغاني ولكن لم أنل الشهرة التي كنت أبحث عنها بحكم افتقاري الى ادارة أعمال تسير خطواتي , ولكن حين انتقلت الى مصر كانت فرص النجاح أوفر.
من سوريا جئت بكليب "لاموني" وبنغمات اندلسية كانت جديدة على الأذن الشرقية والمصرية وقدمت ألبوم "أموري ميو" وصورتها على طريقة الفيديو الكليب ووجدت الصدى في مصر وحتى في تونس حين قدمني المرحوم نجيب الخطاب .
في تلك الفترة كنت متواجدة في المناسبات العامة والخاصة في مصر ووجدت أغنية "لاموني "النجاح الكبير.
ما كان ينقصني فعلا هي ادارة أعمال ناجعة تبرز ما كنت أقدمه من نجاحات بين البلدان العربية وبجهودي الخاصة لم أستطع أن أدعم ما وصلت له من انتشار.
مزاجية قاتلة...
-ما الذي لم يخدم مسار نجوميتك في مصر في فترة التسعينات تلك .؟
أولا أنا مزاجية جدا وفي فترة ما بعد زواجي وانجابي لابني فكرت جديا في الابتعاد عن الفن للتفرغ لعائلتي وابني , زد على ذلك مليحة التونسية كانت تضع حدودا لانخرطها في أجواء الفن , لم أكن أسمح حقيقة بتخطي حدود معينة وأماكن معينة للظهور والفن في بعض ما يحتاج , يحتاج الى المجاراة , أنا كنت أنتقي جيدا أوقات وأماكن سهري وتواجدي وكنت ضد البقاء طويلا في الأماكن التي أغني فيها , الى جانب نثطة هامة وهي ادارة الأعمال والتي لم تقدمني بطريقة جدية للساحة الفنية رغم كل ما كنت أبذله من مجهود , كل هذه الظروف مجتمعة ومع مزاجيتي القاتلة والتي تتأثر بالأجواء العامة ساهمت بشكل من الأشكال في ابتعادي وتعطل مسيرتي رغم حبي الكبير للغناء والفن عموما.
في المقابل كانت حياتي الخاصة في أولوياتي وهي الى اليوم من أولوياتي, وزوجي(الموسيقار عزيز المصري ) كان أكثر حرصا مني على مسيرتي .
اختيارات...
-هل ندمت على اختيارات فنية معينة؟
طبعا...شخصية الصوت وحدوده تفرض على ادارة أعمال الفنان أن تحسن اختيار الأغاني التي سأؤديها , كذلك أوقات الظهور وأماكن الظهور...ادارة أعمال ناجحة كانت أهم ما ينقصني وبسبب عدد من الدخلاء على حياتي الفنية قمت باختيارات خاطئة في مسيرتي الفنية.
لماذا تونس اليوم بالذات..؟
"أنا مستقرة في تونس منذ سنة تقريبا وابني يدرس في تونس منذ سنة أيضا وأنا أرى أنه من الضروري أن أعرّف بما قدمته طيلة 15 سنة من أغان وقد جاوزت ال 50 أغنية في تعامل مع عدد هام من الملحنين والشعراء على غرار صلاح الشرنوبي سعيد الكعبي وفايز السعيد ويحيى الموجي وزياد الطويل وحسام تحسين وايهاب حامد وأشرف محروس وحسام كامل ووليد رزيقة وخالد البكري وغيرهم.
كيف ترين الساحة الفنية في تونس؟
أنا متحمسة وكلي تفاؤل بأن الناس والمتقبل عموما سيتفاعل مع أغاني ومقترحات مليحة التونسية, تنفيذ أغنياتي تم في أهم استوديوهات العالم العربي , لديّ انتاجات أفتخر بها ولاقت نجاحات هامة في مصر والامارات وبلدان أخرى من العالم العربي وكلي تصميم على أن تنتشر في تونس, أنا أراهن على السوق التونسية رغم كل المشاكل التي تعيشها الساحة الفنية التونسية ومنها معضلة حقوق التأليف مثلا ومكانة الفنان في وسائل الاعلام , لكن أعول كثيرا على جماستي والفريق الذي يعمل معي لنصل الى أهداف مشتركة.
نادية بروطة