المجتمع

تصل الى 95% : تفشي ظاهرة استهلاك المخدرات في صفوف التلاميذ

 أظهرت دراسة جديدة، تفشي ظاهرتي العنف واستهلاك المخدرات في صفوف التلاميذ داخل وخارج المعاهد الثانوية وهي سلوكيات تهدد سلامتهم الجسمية والنفسية.

وأظهرت الدراسة، التي اعدتها منظمة "الارت انترناشونال" حول واقع الخدمات التعليمية في المرحلة الثانوية، وشملت 3 معاهد ثانوية بكل من دوار هيشر بمنوبة  وحي النور بالقصرين وتطاوين الشمالية، أن عددا كبيرا من التلاميذ يتعرضون للعنف داخل المعاهد مشيرة الى ان المصدر الاساسي لهذا العنف هو الادارة والقيمين.
واعتمدت الدراسة، وفق وكالة تونس إفريقيا للأنباء، تشخيصا مواطنيا للتعليم الثانوي بالمناطق الثلاث، من خلال عينة تتكون من 1200 تلميذ (640 ذكور و560 ايناث) وتتوزع العينة بالتساوي على المعتمديات الثلاث وتتراوح أعمارهم بين 14 و23 سنة.
وبخصوص استهلاك المخدرات داخل المعهد، فإن نسبة كبيرة من التلاميذ يتعاطون المخدرات داخل المعهد في المعتمديات الثلاث، إذ صرح 76.1 بالمائة من التلاميذ في دوار هيشر 69.5 بالمائة في حي النور و59.9 بالمائة في تطاوين انهم قامو باستهلاك المخدات داخل المعهد في حين صرح 95.5 بالمائة من التلاميذ بدوار هيشر و91.5 بالمائة بحي النور و78.1 بالمائة بتطاوين الشمالية انهم قامو باستهلاك المخدرات أمام المعهد.
كما كشف التّشخيص، مدى تردّي البنية التحتيّة للمعاهد من ناحية النظافة واهتراء الأبنية وسوء حالة قاعات الدّرس والأبواب والنوافذ والأثاث من مقاعد وطاولات وصبورات وغياب التجهيزات والتقنيات والمصادر التعليمية والمعدّات اللازمة لحسن تسيير الدّروس.
كما أبرزت الدراسة افتقار المعاهد في المعتمديّات الثلاث إلى الأنشطة العلمية والثقافيّة والرياضية والترفيهيّة القادرة على تنمية قدرات التلاميذ وصقل مواهبهم والترفيه عليهم وحمايتهم من بعض السلوكيات الخطرة. كما انها تنحصر في صورة وجودها في بعض نوادي الثقافة، التي نلاحظ عزوف الشباب عن ارتيادها نتيجة غياب التجهيزات الاساسية والبرمجة الجذابة وعدم تنويع الأنشطة فيها.
ولعلّ من أهمّ الأسباب التي تساهم في تفاقمهما هو غياب الدعم والعناية النفسيّة أو الصحيّة داخل المؤسّسات التعليمية. اذ لاحظنا من خلال التّشخيص غيابا كليا لخلايا إنصات متكوّنة من أخصائيين نفسيين واجتماعيين يتمثل دورها في الاستماع للتلميذات والتلاميذ والإحاطة بهم والتواصل مع أوليائهم قصد الوقوف على مصاعبهم ومشاكلهم والعمل على حمايتهم وتوجيهم وإعادة ادماجهم في المحيط المدرسي ضمانا لحقهم في مواصلة التّعليم والحدّ من الانقطاعات ومغادرة مقاعد الدّراسة، إلى جانب حماية المراهقين من المخاطر الصحيّة والانزلاقات السلوكيّة ووقايتهم من تعاطي المخدّرات وممارسة العنف.
 
وات