صدم التونسيون اليوم الأربعاء 30 أكتوبر 2013، بمرور الأحداث الإرهابية في بلادنا إلى أقصى سرعاتها وبلوغها مراحلا متقدمة للغاية، فبعد أن كانت مقتصرة على المناطق الجبلية والتضاريس الوعرة والأحياء الشعبية، هاهو الإرهاب يطرق أبواب المدن ويوجه ضربة موجعة لتونس وسياحتها واقتصادها بعد التفجير الانتحاري أمام نزل رياض النخيل بمدينة سوسة.
لا نريد أن نكون متشائمين، أو أن نقوم بإرسال موجات سلبية لقرائنا، ولكننا للأسف سنحاول تقديم بسطة إستشرافية للحالة التي سيمسي عليها اقتصاد بلادنا عقب هذا التفجير الذي سعدنا لأنه لم يحصد أرواح عدد من الأبرياء، ولكنه أدمى قلوبنا حزنا على مستقبل اقتصادنا.
ونحن نخشى أن يكون أن هذا التفجير الانتحاري عبارة عن المسمار الأخير في نعش السياحة التونسية وبالتالي سببا في انهيار الاقتصاد التونسي والقضاء عليه، خاصة في ظل التدهور الكبير الذي شهده نتيجة للأزمة السياسية والأمنية، والتي دفعت المستمثمرين التونسيين والأجانب للعزوف عن بعث المشاريع والمساهمة في دفع العجلة الاقتصادية.
ويعلم الجميع أن تونس بلد فقير على مستوى الثروات الطبيعية والطاقية، ويعتمد بشكل كبير على القطاعي السياحي الذي يساهم بنسبة 19 بالمائة في الناتج الداخلي الخام، ويوفر 60 بالمائة من موارد تونس في العملة الصعبة.
كما نرجو أن تكون استنتاجتنا خاطئة، وأن لا يفقد السياح الأجانب ثقتهم في ضمان سلامتهم أثناء تواجدهم في تونس خاصة بعد أن علمنا أن عددا كبيرا من السياح في سوسة والمنستير قرروا إلغاء حجوزاتهم والعودة إلى بلدانهم.
وتجدر الإشارة إلى أن ثقتنا كبيرة في أمننا وجيشنا، لرد كيد الإرهابيين إلى نحورهم ومنعهم من تدمير وطننا والقضاء على اقتصادنا.
ح.ب