هيفل بن يوسف هو مخرج شاب ومنتج وسيناريست ومصور تونسي ، زاول تعليمه في المدرسة العليا لعلوم وتكنولوجيات التصميم بجامعة منوبة ، إضافة إلى أنه تخصص في الكتابة والإخراج في المدرسة العليا للسمعيات والمرئيات والسينم بقمرت بتونس .
من أهم الأعمال الفنية لهيفل بن يوسف ، الفيلم الوثائقي 'ولدك راجل' ، الذي يجسد قضية الهجرة الغير النظامية باعتماد نماذج حية من مهاجرين غير قانونيين تونسيين، حيث كشف المخرج عن تفاصيل ما بعد 'الحرقة '. ولازال هيفل بن يوسف ، يعمل على إثبات ذاته عبر أعماله المتميزة ،على مستوى الكتابة والصورة فهو يشق طريقه بكل عزم وثقة في النفس من أجل التفرد وخلق مسار فني يشبهه وحده دون غيره .
-يعود هيفل بن يوسف من جديد هذا العام إلى مهرجان أيام قرطاج السينمائية في دورته الثانية والثلاثين بفيلم قصير تحت عنوان 'الحس" وفي هذا السياق، جمع موقع أرابسك لقاء بهيفل بن يوسف الذي احتوى جديده الفني الآني فضلا عن نقاط أخرى تتعلق به.
- فيلم ' الحس' الذي سيعرض في أيام قرطاج السينمائية لسنة 2021 ، بطل الفيلم يلعب دورا صامتا ، لماذا هذا الاختيار ؟
أنا أيضا تساءلت بعد إنهاء فيلم 'الحس' ، بينما في الواقع الشخصية الرئيسية للفيلم تبقى صامتة طيلة الفيلم و هو ما جعل وجود الحكاية أو الخرافة هو ' الحس' دون الدخول في تفاصيل الفيلم فإن هناك حس تسمعه الشخصية الرئيسية وهذا الحس جعل من جميع الشخصيات تتقابل بالرغم من اختلافاتها خلف ذلك ' الحس'.
كما أن الشخصية الرئيسية ، التي لعبت دورها من خلال ' الحس' هي التي حملت جميع شخصيات الفيلم وفي جميع الأحداث فإن الشخصية الرئيسية فاعلة بصفة مجهولة.
- بما تعد جمهور مهرجان أيام قرطاج السينمائية لمشاهدة فيلم 'الحس' ؟
أعتقد أن السينما، لم تجعل لإعطاء دروس للمشاهد، على عكس ذلك فإنك ستسرد حكاية أو خرافة وفي هذا الإطار أعد جمهور الجي سي سي، أنه سيجد خرافة جميلة في فيلم ' الحس' و سيضحك كثيرا لأنه لايوجد فلسفة في التصوير التقني ففيلم الحس هو بمثابة مشاهدة المسرح في ذات الديكور وبالنسبة لي الصورة لا تجمل الفيلم بل تعمل على تعزيز الخرافة إضافة إلى ذلك فإن فيلم 'الحس' يخلق نقاش بين الناس.
- في علاقتك كمخرج بالممثل. أي تمش تحبذ : حرية الممثل أم تقيد بالسيناريو ؟
في علاقتي بالممثل. لابد لي أن أكون مقتنعا بأدائه أولا كما أني أقوم بكاستينغ للممثل، أضف على ذلك يوجد اختبار كاميرا يجرى مع المترشح للدور ثم نقوم بالعديد من البروفات .و بالنسبة لي، ملنا يتجسد في الأفكار حين يقنعني الممثل بفكرته التي يريد إضافتها أو محوها دون الإساءة للفكرة الأصلية فسأكون سعيدا ، بالإضافة أنني أعمل مع ممثلين لهم أراء ويناقشون الفكرة باعتبار أن الممثل ليس بآلة.
- كمخرج سينمائي ، كيف تقيم الساحة السينمائية في تونس؟
السينما في تطور منذ الثورة، وذلك لأن الانترنت ساهمت في تبسيط المعلومة في المقابل قبل 2012، يوجد نقص للمعلومات حيث أن الشاب الذي يدرس السينما لا يدري كيف يجمع التمويل كما أنهم لم يدرسونا هذه المجالات مثل السينما التجارية وسينما المؤلف أما بفعل الانترنت فإن العملية أصبحت مرنة وسهلة من خلال العلاقات والشباب أصبح واع بصندوق الدعم وغيره لكن للأسف لازلنا نعمل بقوانين قديمة وبالية تعود لسنوات السبعين والثمانين.
- من هو قدوتك في الإخراج على المستوى الوطني والعالمي ؟
قدوتي في تونس ، المخرج لطفي عاشور ، حيث شاهدت فيلمه الطويل 'غدوة حي' في مهرجان تيطوان بالمغرب وشعرت بالفخر آنذاك لأن الفيلم فهم من قبل الحضور وهذا دور المخرج في إيصال السينما لأي شعب وأنا بانتظار فيلمه الجديد و المخرجين ، فريد بوغدير و عبد الحميد بوشناق. فأنا أنجذب للمخرج ، الذي يمتلك روحا تميزه حقيقة ،أما في العالم، قدوتي المخرج أمير كوستريكا فهو مميز بأعماله وهو في الأصل موسيقي وله روح خاصة في الفيلم.
- ماهو الفيلم الذي شاهدته و أثر فيك ؟
هو فيلم تركي ألماني تحت عنوان ' هيد أون '، شاهدته عندما كنت طالبا بالمدرسة العليا لعلوم وتكنولوجيات التصميم بفضاء التياترو وكنت آنذاك قلقا ، كان لهذا الفيلم أثرا في حياتي، من خلال الصور التي شاهدتها والعلاقات إضافة إلى العديد من المعاني كالحب والعائلة والسفر فهو فيلم يدفعك لكي تساءل نفسك باعتماد أسئلة وجودية، و يضم ثقافتان مختلفتان ولازال محفورا في ذاكرتي.
- ماهو طموحك بعد خمس سنوات من هذه اللحظة؟
أطمح أن تكون شركتي 'Iris' ذات هيكل يخول لي تصوير أفلام في إطار الاستقلالية المادية والذاتية
- لو لم تكن مخرجا ، ماذا كنت تكون؟
لو لم أكن مخرجا لكنت طباخا ، وأريد أن أدير مطعما بعد أن أبني مسيرة سينمائية كبيرة و أجمع فيه جميع أصدقائي فأنا أحب المأكولات والتمخميخ .
حوار : عادل يحياوي