سلط برنامج عندي ''منقلك'' الذي بث مساء امس على قناة التونسية الضوء على حالة امرأة طعنت في شرفها ليلة دخلتها من طرف زوجها لمجرد انها تمتلك غشاء بكارة ''مطاطي''.
البرنامج عرى عن قصد او عن غير قصد جهل المواطن التونسي العادي بما يسمى بالثقافة الجنسية من خلال التسليط الضوء على حالة عواطف التي طلقها زوجها بحجة انها فقدت عذريتها قبل الزواج على الرغم من ان تقرير الطبيب الشرعي يؤكد ان المرأة الضحية هي عذراء و تمتلك غشاء بكارة مطاطي.
عواطف لم تكن ضحية لزوجها فقط بل كانت ضحية لتسلط العقلية الذكورية و ضحية لنظرة المجتمع الى الشرف المرتبط بمجرد غشاء من الممكن رتقه في حين ان الشرف تقييم لمستوى الفرد في المجتمع ومدى ثقة الناس به بناء على أفعاله وتصرفاته ، اضافة الى جهل المجتمع بالثقافة الجنسية التي يعتبر البعض ان الحديث عن الجنس من المحرمات و الخروج عن الاداب العامة ، في حين ان التربية الجنسية امر لا بد منه اضافة الى انها جانب من الثقافة الصحية العامة ، فضلا عن ان المعتقدات الدينية لا تتعارض مع الثقافة الجنسية و نذكر هنا ان الرسول الكريم كان يعلم الصحابة كيف يختارون زوجاتهم وكيف يتعاملون مع نسائهم.
و بالعودة الى حالة عواطف نرى في اقوال طليقها جهلا كاملا بالحياة الجنسية على الرغم من انه منتصف العقد الثالث اضافة الى ملعوماته الخاطئة عن العذرية التي ادت الى تشويه سمعة زوجته و التسبب لها بضرر معنوي كبير.
على الرغم من ان الثقافة الجنسية مرت بمراحل وتطورات عديدة وفقا لتركيبة المجتمع وظروفه وثقافته ، الا انها لا تزال النظرة إلى هذا الموضوع مشوهة و مجانية للصواب في أكثر مجتمعاتنا العربية ، اضافة الى انها تحوي كثيرًا من الخرافات والمعلومات الخاطئة و التي تساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في عدد من الاضطرابات الجنسية والنفسية والاجتماعية لدى الجنسين.