ثقافة و فن

وفاء الطبوبي : شجعت نفسي لإمتهان المسرح ولم يشجعني أحد

 وفاء الطبوبي فنانة تعشق فنها بكل جوارحها، هي مخرجة تونسية تعمل بجد وإبداع وتميز ولخشبة المسرح مكانة خاصة وهامة بالنسبة لها.

لهذه المبدعة مسيرة زاخرة بالأعمال المسرحية التي تعالج في عمقها ومضمونها قضايا اجتماعية ووجودية مختلفة ومن أهم المسرحيات التي أخرجتهم نذكر "الأرامل" سنة 2018.
ومؤخرا تحصلت وفاء الطبوبي على جائزة العمل المتكامل بفضل مسرحيتها تحت عنوان "آخر مرة" في الدورة 22 من أيام قرطاج المسرحية ،إضافة إلى ذلك فإنها أستاذة تربي الأجيال وترسم مستقبلا مليئا بالحياة والأمل وبعيدا عن كل أشكال العنف والتطرف في صفوف الشباب.
وفي هذا الإطار تحضر معنا المخرجة المسرحية وفاء الطبوبي في حوار حصري لموقع آرابسك حيث تحدثنا عن عديد الجوانب المهمة والرجوع لبداياتها الفنية فضلا عن نظرتها لواقعنا اليوم.
وفاء تجيب بكل رحابة صدر وتلقائية كما عهدناها في حواراتها السابقة.
مرحبا ، متى بدأت تغرمين بعالم المسرح ؟
بدأ الغرام بالمسرح من المسرح المدرسي في المعهد وتواصل مع مسرح الهواة ،حقيقة لم يشجعني أي شخص لامتهان المسرح لأن مجتمعنا لا يعتبر المسرح  كمهنة فهو هواية لا أكثر ولا أقل ولذلك شجعت نفسي لأنني كنت عاشقة للفن رغم غياب التشجيع بل وجدت ترهيب لكي لا أدرس المسرح في المعهد العالي للفن المسرحي بعد نجاحي في امتحان البكالوريا كأي عائلة تتمنى الأفضل لإبنتهم وكانوا يعتبرون أن المسرح ليس بمهنة في استطاعتها توفير الاستقرار المهني والمادي للفرد.
مسرحيتك "آخر مرة" تم تتويجها بجائزة العمل المتكامل في اختتام أيام قرطاج المسرحية في دورتها 22 ماذا مثل لك هذا التتويج؟
التتويج يمثل لي تتويج لجهد وعمل متواصل جاد في البحث والكتابة والتدرب على تقديم عمل مسرحي يمثلني في المنهج الذي أكتب فيه ،آخر مرة هي ثمار بحث والتتويج هو ثمار جدية وعمق وعدم استسهال للفعل المسرحي. 
كم لبثتم في تحضير العمل؟ 
 التدريب على مسرحية آخر مرة أخذ الكثير من الوقت هذا يعود إلى الظروف الصحية في العالم حيث أن فيروس كورونا جعلتنا نتوقف عن التمرين ثم نعود بعد الانقطاع تحديدا فبالنسبة لي عادة في إعداد لمسرحية أقل وقت للتدريب يكون ستة أشهر لا أقل عن ذلك لأننا نعتمد على إعداد جسدي وفني للعمل يتطلب التزام تام لكامل الفريق.
 وفاء، لماذا اختيار "آخر مرة" كعنوان لمولودك المسرحي ؟
اسم المسرحية هو تعبيرة فنية في ارتباط  بالعرض في معانيه ورموزه ومن يريد أن يفهم سبب اختيارنا لهذا العنوان عليه أن يشاهد العرض ليفك شيفراته وآخر الأشياء هي في إرتباط ببداياتها.
في اعتقادك متى ينتهي ذلك الصراع الأزلي بين الرجل والمرأة الذي تحدثت عنه المسرحية؟
الصراع الوهمي سأسميه لأن ليس هناك مبرر للصراع وللتقاتل بينهم فلا يستقيم الوجود والحياة دون الآخر فالتدافع والتقاتل من أجل إثبات أن أحدهم الأفضل هو محزن ومرهق لكليهما فلا يكون أحدهم دون الآخر فهما يكمل بعضهم البعض فيكفي الحب لإيقاف هذا النزاع المزعوم، الحب هو العلاج والحل، يكفي أن نحب بعضنا البعض ونشعر أني مكمل للآخر فلا يكون هو دون هي ولا هي دون هو للكون ...فكلمة السر لوقف العنف والقتل والكره هو الحب. 
ماهي رؤيتك للمسرح في تونس؟ 
 أنا من أكثر المشاهدين للعروض المسرحية التونسية سواء كانت للكبار أو موجهة للطفل أو الناشئة فالمسرح التونسي له خصوصيته فهو يتأثر بمجتمعه واليومي من أحداث سياسية واقتصادية واجتماعية فهو يتأثر ويؤثر بدوره ..أتمنى أن نشتغل أكثر على لهجتنا التونسية في النصوص المسرحية  فهذا يؤكد طابع المسرح التونسي الذي ذاع سيطه في وقت من الأوقات وللحفاظ على البريق يجب أن لا نحاول أن نحاكي تجارب لا تتجاوب مع والواقع و المتلقي وتخلق قطيعة معه أولها حاجز اللهجة ..
بمن تقتدي في الإخراج المسرحي، وفاء الطبوبي ؟ 
 أنا جئت من التمثيل والتكوين المسرحي وكانت تجربة الكتابة المسرحية والإخراج هي بمثابة ردت فعل فنية طبيعية لوضع مسرحي معين فقررت الكتابة والإخراج سنة 
2017 وخلق مشروع آمن به وأبحث فيه منذ تخرجي من المعهد العالي للفن المسرحي وكل تجربة أخوضها مع فرق مسرحية تؤكد لي الشروع في إنجاز المشروع وعدم إنتظار فرصة ... فالفرص تفتك ولا تهدى .. ولا أنكر اعجابي بمدارس عديدة تونسية و عالمية وأذكر أهما مثل بيناباوش
كيف كان التعامل الفني مع الممثل أسامة كشكار؟ 
تعاملي مع أسامة كشكار رغم الصعاب التي رافقت المشروع و أهمها جائحة كورونا وتوقف العمل أكثر من مرة إلا أن هذا خلق لحمة واتفاق قوي بين فريق العمل والتزام أسامة بالمشروع وحرفيته وحبه للركح جعل منه ممثل مبدع ساحر .. أشيد بإحترافه و دقته وإلتزامه وهذا ينسحب على شريكته في الحلم الممثلة مريم بن حميدة فهما من أفضل الممثلين في الحرفية والإحترام للركح وفريق العمل. 
بماذا تحلم المخرجة وفاء الطبوبي؟ 
أنا شخصية حالمة وأحلامي كثيرة و أولها أن يستمر المشروع المسرحي الذي أسسته مع أصدقائي الحالمين ومؤمنين بهذا بالتحدي ،كذلك أن تكون تونس بخير فتونس كما أراها جديدة متجددة تونس البية تونس هي "الحلمة".
ماهي الاستراتيجية التي تتبعينها في العمل، مع إعطاء حرية الممثل في الأداء والارتجال أم التقيد بالسيناريو؟ 
أنا لا أعتمد على الارتجال في العمل لأن النص مكتوب مسبقا هو نص مزدوج و نص حركي ونص لفظي فعندما أكتب أرى كل تفاصيل العرض فكتابة نصوصي المسرحية تسهل لي العملية الاخراجية لأن تتوقف مهمتي على تنفيذ ما كتب وما تصورته جماليا أثناء الكتابة وعملي مع الممثل يكون بتخصيص وقت مهم لإعداد جسد الممثل وذهنه للشخصية ليتبنى المشروع بكل حب واقتناع وثقة.
 
 
عادل اليحياوي