ثقافة و فن

أنيس لسود : فيلم للنوري بوزيد سبب دخولي إلى عالم السينما

 يعتبر أنيس لسود من أهم المخرجين التونسيين الذين يبدعون باعتماد الكاميرا والرؤية الفنية التي يرسمها في أفلامه .

تحصل سنة 1998على الشهادة العليا في الإخراج السينمائي من المعهد المغاربي للسينما بتونس وقام في مشروع تخرجه بتصوير فيلم روائي قصير، الصور المفككة.
لأنيس لسود العديد من التجارب الفنية الثرية والمتنوعة سيما في الوثائقيات وعالم الإخراج ولعل أبرز أعماله نذكر "عرايس السكر" سنة 2004 الذي تحصل على جائزة "أفضل فكرة" في مهرجان "أناسي" بأبوظبي سنة 2008.
كما أخرج لسود سنة 2006 أول شريط روائي قصير له تحت عنوان "صابة فلوس" الذي فاز بالعديد من الجوائز في المهرجانات الدولية من ذلك جائزة "المهر الفضي" في مهرجان دبي السينمائي الدولي-الإمارات العربية المتحدة جائزة "القاهرة الذهبي" في مهرجان القاهرة الدولي وجائزة "أفضل فيلم" في مهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب.
عشق أنيس لعالم الإخراج هو الدافع الوحيد الذي جعل من المبدع نحت مسيرة كبيرة وغنية بالأعمال الفنية المختلفة شكلا ومضمونا.
وفي هذا الإطار يحضر معنا المخرج التونسي أنيس لسود ضيفا على ارابسك للحديث بكل تلقائية عن بعض من أعماله وجديده الفني فضلا عن مسيرته الحافلة بالأفلام.
لماذا تم اختيار "قدحة"عنوان للفيلم ؟
كلمة قدحة هي من أصل تونسي بالأساس كما أننا نستعملها كثيرا في بلادنا، إلى جانب أن قدحة هي بمثابة كنية للطفل الصغير الذي لعب بالفيلم.فالقدحة هي تلك المتأتية من النار وهي الشعلة التي تقدم ضوءا كبيرا وبالتالي تقدم ألوانا كما أنها يمكن أن تنطفئ. وقدحة تمثل الشخصية المحورية والرئيسية في الفيلم.
ماهي المشاكل التي يطرحها فيلم "قدحة"؟
فيلم قدحة يطرح مشكل ويطرح رؤية فالفيلم لا يعالج المشكل لكن يطرحه وأهمها الطبقية المجتمعية إضافة إلى غضب الأطفال وانعكاساته وما يترتب عنها.
ولأهم المواضيع التي يطرحها ذات الفيلم كيفية أخذ قرار مصير أبناءهم فهذا العمل هو محاولة للنظر من خلال أعين الأطفال إلى المواضيع التي تحمل تفاوت في الرؤى بين الكبار والصغار.
ماذا تعني لك الكتابة الوثائقية؟ 
الكتابة الوثائقية تعني لي الكثير والكثير فقد بدأت منذ سنة 2003 في كتابة الوثائقيات حيث أعتقد أن الوثائقي له قوة في الطرح وفي الرؤية لأنه يعالج المواضيع إذ تعيش قبل الفيلم ومع الفيلم وبعد الفيلم وهذا مهم جدا في تقديري في تناول الوثائقي بطريقة أخلاقية .في نفس الوقت يمكن سرد واقع الناس بكل مصداقية وسينمائية فهذا النوع من الكتابة يهمني جدا لأنه يمكنني من الاستعداد إلى الروائي وتقدم لي شحنة لكي أفهم الواقع المعيش.
إلى أي مدى تعتقد أن فيلمك الوثائقي "عرايس السكر"نجح؟
 أعتبر أن الفيلم الوثائقي "عرايس السكر" مهم في حياتي لأنه أول فيلم في مسيرتي فهي بطبيعة الحال أول تجربة كتابة وإخراج حيث قمت بتصويره سنة 2002/2003 وعرض سنة 2005.
هذا الفيلم مكنني من إجتياز صعوبة القيام بفيلم لأن في تلك الفترة لم يكن من السهل إنجاز فيلم نظرا لغلاء الموارد من كاميرا وغيرها.بالإضافة أني كانت لي الرغبة لتصوير فيلم عن مدينتي نابل وكنت آنذاك الأول في جيلي صورت وثائقي.إلى جانب أن عرايس السكر كان بمثابة بحث عن ذاتي ومن خلال هذا الفيلم فتحت لي الأبواب ومنه تحصل العمل على الجائزة الخاصة من اللجنة بمهرجان قرطاج سنة 2005.
هو فيلم مهم لأنه خلق مهرجان عرائس السكر في نابل اليوم في دورته 14، بالتالي كان للفيلم وقع كبير على المجتمع النابلي من خلال إصلاحه مع عروسته فالفيلم لعب دورا اجتماعيا مهما . 
ماذا تعني لك السينما ؟
بعد 30 عاما من المسيرة والعمل فإن السينما هي طريقة عيش فأنا أبحر في هذا العالم : سعدت فيه وحزنت فيه أيضا ونشأت فيه وتعلمت كذلك ، فالسينما ساهمت في تثقيفي وجعلتني أكتشف الحياة ونفسي أيضا فكل فيلم أخرجه هو عبارة عن علاج بالنسبة لي .السينما هي أداتي في التعبير وسلاحي أيضا فهي طريقة في إيصال صوت من لا صوت له.
ما الذي دفعك إلى دراسة السينما واقتنعت أن هذا عالمك؟
في السنة الخامسة ثانوي بالمعهد ، اعترضتني يوما لافتة فيلم "ريح السد" للمخرج "النوري بوزيد" فدخلت أشاهد الفيلم وفي ذلك الوقت اكتشفت أهمية السينما التونسية لأنها المرة الأولى أشاهد فيها فيلما، هذا الفيلم أعطاني الرغبة في امتهان السينما وسرد الحكايات.
ولما اكتشفت مهنة المخرج الذي يلعب كل الأدوار، اقتنعت أن لي الشرف أن أكون مخرجا وأنا أحب تقمص جميع الأدوار وبعد ذلك تكونت في المجال السينمائي .
ماهي رؤيتك للسينما التونسية؟
في اعتقادي هي سينما مهمة في عالمنا العربي وفي افريقيا ، فقد تميزت خاصة بالنوري بوزيد وبفريد بوغدير و مفيدة التلاتلي وعبد اللطيف بن عمار.
السينما التونسية هي منتظرة في العالم ولها مكانة في العالم العربي عموما وفي تونس أيضا السينما التونسية لها جمهور فهي متنوعة ولها أذواق مختلفة فعديد المهرجانات ساهمت في وجودها ولعل أبرزها المهرجان الدولي بقرطاج.
ماهي أعمالك المستقبلية؟
لي فيلم قصير تحت عنوان Loading   ثلاثية الفساد البوليسي والمواطن كذلك فساد المعلمين والفساد الطبي مع غياب يطرح الإنسانية.
أيضا لي شريط طويل سيصور بين تونس ودولة أخرى وشريط اخر سيصور في السعودية.
 
 
عادل اليحياوي