ثقافة و فن

طلاء فسقية الأغالبة بمادة الجير :مختص في التراث يوضّح

 أثارت صور طلاء الأحجار الركامية لفسقية الأغالبة بمادة الجير بولاية القيروان ، موجة من الغضب و الإنتقادات، على مواقع التواصل الإجتماعي و ذلك في إطار حملة النظافة التي انطلقت منذ أيام استعداد للاحتفال بالمولد النبوي الشريف .

واعتبر البعض أن ما حصل هو بمثابة  تشويه و تدمير التراث، معبرين عن استيائهم مما وصفوه بـتدمير معلم تاريخي يعود إلى سنة 862 ميلادية، لما كانت مدينة القيروان تحت حكم الأغالبة.
وأوضح المختص في التراث فتحي البحري، أنه "إلى حدود الستينات، كان سور القيروان وكل المعالم التاريخية بها تُطلى بالجير الأبيض"، مشيرًا إلى أن الرحالة كانوا يزورون القيروان في القرون 18 و19 و20 يسمونها "المدينة البيضاء"، حسب تصريحه لراديو صبرة .
وأضاف البحري أنه  " في الستينات، تم تبني فكرة ترك المعالم الأثرية دون طلاء و"ليقة" وترك الحجارة بارزة، اقتداءً بالمعالم الأوروبية"، مستدركًا القول: "لدينا تقارير لليونسكو آنذاك ساءلت الدولة التونسية آنذاك عن سبب التخلي عن الليقة والطلاء على اعتبار أنها تمثل حماية للمعالم الأثرية"، حسب روايته.
كما أوضح فتحي البحري : "ننوي في المستقبل إرجاع سور القيروان والمعالم الأثرية بها إلى حالتها التاريخية السابقة من خلال تلييقها وطلائها بالجير الأبيض لحمايتها وتزيينها وإظهار جماليتها"،حسب تعبيره .