وطنية

بعد مرور سنة على اغتياله: شكون قتل شكري بلعيد؟

كل حادثة في حد ذاتها فيلم سينمائي وما خفي كان أعظم، واليوم وبانطلاق تظاهرة الذكرى الأولى للشهيد الراحل الحاضر شكري بالعيد المعارض الشرس، في وطن اللاحرب واللاسلم يسجل التاريخ مرور سنة على أول اغتيال عاشته تونس على مر تاريخها المعاصر في ظل حكومة قيل أنها ديمقراطية تسلمت الحكم عقب انتخابات شفافة وقيل أنها ستزيح اللثام عن الجريمة النكراء التي كانت أول حجر في مستقبل بلد لا يزال شعبها يفتخر بثورة حققها ونجح فيها لكنه لم يكن يعرف أنه سيكون أكثر ظلمة من ذي قبل.
وبمناسبة مرور سنة على اغتيال شهيد الوطن اليوم تتدفق الأسئلة المزدحمة بالحيرة والتيه وتغزو الذاكرة وتطفو أسئلة اخرى من جديد لتستعمر الأفكار وتسيل حبرا قد يكون نداء استغاثة وقد يكون طلب انصاف أو توسلا للعدالة. من قتل شكري بالعيد؟
واليوم بالذات نريد أن نتوجه لحكومتنا أو بالأحرى حكوماتنا ''كيف يستطيعون النظر في عيني امرأة هم يعرفون أنهم لا يستطيعون حمايتها'' وكيف يستطيعون حكم تونس وهم يعرفون أنهم غير قادرون على تأمينها من قضايا اغتيالات وارهاب لم تتعود عليها؟
فبالعيد قتل في ظل مخاض سياسي يراد به ولادة ديمقراطية فتية، وان كانت عسيرة، أراد أن يشاهدها تترعرع وتكبر أمام عينيه كطفل مدلل وسط عائلة موسعة لكنها اختفت قبل حتى أن ترى النور وكيف لها أن تولد في بلد يغتال فيه الأبطال وتكمم فيه أصوات الحق وتغرس خناجر الباطل في جباه المناضلين في عصر لا تحترم فيه دموع الأرامل ولا اهات الأكباد. ورغم ما اثارته القضية من جدل واسع ومنعرج أقل ما يقال عنه صعب الا أنها لم تشهد جديدا يطرأ على أحداثها ويكشف ملابساتها لتلتحق بذلك بقضايا رفيق الحريري وروبرت كيندي وغيرهم من القضايا التي لم تنصفها العدالة.
ومع ذلك فاننا نقول لشهيدنا اليوم ذاك هو مصير الأبطال أينما وجدوا سيتجرعون كأس الموت.
 
 
 
حنان جابلي