بينما تواجه بلادنا خطر الارهاب و بينما يواجه ابنائنا من قوات الامن و الجيش و الحرس الوطنيين الجماعات الارهابية باستبسال ، يوجد هناك من يقوم بتبييض الارهاب و في بعض الاحيان التبرير له متناسيا الضحايا التي خلفتها العمليات الارهابية و لعل اقساها مذبحتي جبل الشعانبي و سيدي علي بن عون التي خلفت لوعة و حرقة في قلوب كل التونسيين.
قناة التونسية فجاءتنا خلال نهاية الاسبوع باستضافة صديق الارهابي كمال القضقاضي قاتل الشهيد شكري بلعيد و المشارك في ذبح جنودنا بجبل الشعانبي ، في برنامج ''لاباس'' لتعديد صفات القضقاضي الحسنة و كأنه ملاك دون ادنى مراعاة لحرمة الشهداء..ليتمادى برنامج لمن يجرؤ فقط الذي يقدمه الاعلامي سمير الوافي في عملية التبييض و التمييع و التبرير باستضافته لوالد القضقاضي الذي صرح بكل صفاقة و وقاحة بان ابنه ''شهيد'' ، كما لا يفوتنا الاسئلة العاطفية التي طرحها الوافي على ضيوفه في برنامج يتناول ظاهرة خطيرة على المجتمع و الدولة كالارهاب.
ربما نتفهم رغبة قناة التونسية في احداث سبق صحفي باعتبار ان موضوع الارهاب هو موضوع الساعة لكن ما لا نتفهمه هو تركيز القناة على القضقاضي دون غيره زد على ذلك محاولاتها التي تجلت البارحة الى تصوير القضقاضي على انه ضحية..و هنا نستحضر مقولة رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر التي وصفت الاعلان و الاعلان و الذيوع الذي تحدثه وسائل الاعلام حول الأعمال الإرهابية بأنها الأكسجين اللازم للإرهاب الذى لا يستطيع الاستغناء عنه بل ان الإرهابي يعتبر وسائل الإعلام هى سلاحه الرئيسى و انها تلعب دورا رئيسيا لصالحة عندما تغطى الحدث الإرهابي تغطية واسعة .
اليوم لا يمكن اهمال هذه الحقيقة و هي انتشار الارهاب في بلادنا و على الاعلام و الاعلاميين تحمل مسؤوليتهم التاريخية في محاربة هذه الآفة التي تعصف بمجتمعنا من خلال التوعية و اختيار خطاب يدين هذه الاعمال الارهابية لا التبرير لها و تصوير الارهابيين على انهم ضحايا للمجتمع او للمتطرفين..
احمد الطاهري