ثقافة و فن

تونس : هضبة سيدي بوسعيد مهدّدة بالانزلاق الأرضي

 أعلن المدير العام بالنيابة لوكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي ،مهدي بلحاج، أن هضبة سيدي بوسعيد مهدّدة بالانزلاق الأرضي في وقت تسعى فيه تونس إلى إدراج القرية التاريخية سيدي بوسعيد في قائمة التراث العالمي لليونسكو.

و في تصريح لوات ، قال مهدي بلحاج أنّ هضبة سيدي بوسعيد تشكو مخاطر الانزلاق الأرضي مشدّدا على أنّه لا يمكن، حاليا، تقدير نسبة الخطورة ودرجة الانزلاقات المتوقّعة، إلّا بعد القيام بتشخيص دقيق للوضعية.
وأوضح بلحاج أنّ تآكل الهضبة من الأسفل يأتي نتيجة الانجراف البحري، لافتا إلى أنّ نوعية تربة الهضبة يجعلها معرّضة للتآكل.
وبيّن المتحدث، أنّ قمّة الهضبة، أيضا، يُهدّدها خطر الانزلاق، حيث بدأت تشهد انجرافا بفعل عامل الأمطار، لافتا إلى وجود انزلاقات تحت قصر النجمة الزهراء.
وحذّر بلحاج من مساهمة مخالفات البناء السكني على الهضبة في هذا الخطر الداهم، لافتا إلى أنّه من خلال المعاينة الأولية، التي تمّ إجراؤها أواخر العام الماضي، توفّرت شكوك تخصّ عوامل أخرى متسبّبة في هذا الخطر على غرار تسرّب المياه، بالإضافة إلى مياه السقي ومياه المسابح.
وأطلقت وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي خلال أفريل الماضي، طلب عروض للقيام بدراسة فنية تشمل التشخيص، والحلول، وتقدير كلفة الأشغال، على أن تدوم مدة الدراسة ستة أشهر.
وتحصّلت الوكالة على تمويل الدارسة من قبل وزارة المالية بمبلغ قدره 400 ألف دينار (نحو 130 ألف دولار).
وسيقع من خلال الدراسة اختيار الحلول المناسبة للهضبة باعتماد حلول جيو-تقنية مضيفا أنّ التدخّل سيكون إثر استكمال الدراسة، وتحديد نوعية التدخّلات، متوقّعا أن يكون القيام بسلسلة حجرية من بين الحلول.
وشدّد على أنّ برنامج التدخّل سيكون على مستوى الهضبة كلها، وسيتمّ البدء بالمناطق الأكثر خطورة فيها قائلا ''أنّ هذا الأمر من شأنه أن يحدث في أيّ هضبة بأيّ مكان في العالم، لكن المهم هو التدخّل في الوقت المناسب''.
وسبق أن تمّ التّدخل الجزئي في هضبة سيدي بوسعيد خلال المدة المتراوحة بين سنتي 2002 و2004، لكن الخطر ظلّ قائما.
ونبّهت الوكالة إلى ذلك خلال سنة 2016، ومع ذلك لم يتم إدراج المسألة في المخطط الخماسي، آنذاك، وفق تصريح بلحاج لوكالة تونس إفريقيا للأنباء.
وسيدي بوسعيد، هي ضاحية سياحية تقع على بعد 20 كم شمال شرق تونس العاصمة، وتعدّ الضاحية أول موقع محمي في العالم، ويعود تأسيسها إلى القرون الوسطى، وتقع في أعالي المنحدر الصخري المطل على قرطاج وخليج تونس.