وطنية

كلية الآداب بسوسة تمنح شهادة الدكتوراه عن بعد لطالب فلسطيني

 نال الطالب الفلسطيني محمود الشيخ أحمد شهادة الدكتوراه من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة، بعد خمس سنوات من الدراسة والتسجيل في الشهادة، في تجربة فريدة عكست التزام الجامعة بالبعد الإنساني والتضامن الأكاديمي.

وتمّت مناقشة الأطروحة عن بُعد، نتيجة تعذّر مغادرة الطالب لقطاع غزة بسبب العدوان المستمر، ما حال دون وصوله إلى تونس. وقدّم الشيخ أحمد أطروحته من داخل عيادة تابعة لمنظمة الأونروا في خان يونس، بعد أن منحت إدارة الكلية استثناءً خاصًا لأسباب إنسانية، لتُسجَّل هذه المناقشة كأول حالة من نوعها.
وكان من المفترض أن تُجرى المناقشة في مستشفى ناصر بخان يونس، إلا أن المستشفى تعرّض للقصف قبل يومين من الموعد المحدد، ما اضطر إلى نقل الجلسة إلى مقر بديل. وتزامنت عودة الطالب إلى غزة مع بداية العدوان، ما فاقم ظروفه الشخصية.
ويُعتبر محمود الشيخ أحمد من المتضررين المباشرين للعدوان على غزة، إذ أُصيب في ساقه، وفقد ابنة شقيقه، كما أُصيب والده في قصف استهدف منزل العائلة قبل أسبوع فقط من موعد المناقشة.
وحملت أطروحة الدكتوراه التي ناقشها عنوان: "الدور السياسي للعائلات الفلسطينية في فترة الانتداب البريطاني لفلسطين"، وهي دراسة تاريخية عكست التزامًا أكاديميًا بقضايا وطنية وسياسية محورية.
تؤكّد هذه المبادرة الاستثنائية من جامعة سوسة التزام تونس الثابت بدعم الشعب الفلسطيني في مختلف المجالات، لا سيما التعليم العالي، حيث يدرس في تونس عدد كبير من الطلبة الفلسطينيين، بينهم العديد في مرحلة الدكتوراه.