ثقافة و فن

غازي العيادي يتوّج مسيرته الفنية بعرض ''حبيت زماني'' في مهرجان الحمامات

 الجمعة 1 أوت 2025، وذلك ضمن فعاليات الدورة 59 من المهرجان، التي تنتظم من 11 جويلية إلى 13 أوت تحت شعار "نبض متواصل".

وقد مثّل هذا العرض تتويجًا لمسيرة فنية امتدت لأكثر من ثلاثة عقود، راوح فيها العيادي بين الغناء والتلحين، واضعًا بصمته الخاصة على المشهد الموسيقي التونسي والعربي. ولم يكن اللقاء مجرد عودة إلى أرشيف الذاكرة، بل شكّل احتفاءً بزمن موسيقي كامل، استحضره العيادي بجمالية صوتية وصدق تعبيري.
افتُتح العرض بأغنية "سيدي حبيبي"، في تحية طربية صافية للجمهور المتعطش للنغم الأصيل، قبل أن يتنقل العيادي عبر مجموعة من أشهر أعماله، مثل "شايفين عيونو"، و"والنبي لو جاني"، و"عالعين" التي صدح بها كما لو كان يفتح نفقًا من الحنين إلى ضوء الذكرى.
وواصل العيادي سرده الموسيقي بـ"أنا زي زمان"، مجددًا تمسكه بهويته الفنية، ثم مرّ بـ"بعترفلك" و"مش طبعنا"، مؤكدًا من خلالها رؤيته التي تمزج بين الحنين والحفاظ على القيم. كما أدى باقة من أغانيه ذات الطابع العاطفي والاجتماعي، من بينها "روحي فداك" و**"حبيت زماني"** التي شكّلت الذروة العاطفية والإيقاعية للعرض.
من أبرز لحظات السهرة صعود الفنان الشاب أيمن لصيق لمشاركة العيادي في أداء "زمن المصالح"، في ديو عكس رؤية العيادي في مدّ الجسور بين الأجيال. كما فاجأ الفنان الجمهور بدعوة شقيقه الأصغر معز العيادي لمرافقته في أداء أغنية "رضاية الوالدين"، وسط حضور والدتهما التي كانت تجلس في الصفوف الأولى، في لحظة إنسانية مؤثرة وحميمية.
وقد تنقل العيادي أيضًا بين أغاني تعبّر عن مواقف إنسانية ومجتمعية، مثل "صبّرك عليا"، و"سلطانة"، ليختم العرض بأغنيتي "نبوس يديا" و"للات البنات"**، وهما بمثابة تحية للمرأة التونسية وتقدير لمكانتها في المجتمع وفي وجدان الفنان.
وصف غازي العيادي هذه السهرة بأنها ولادة فنية جديدة، مؤكدًا أنه رفض عروضا فنية أخرى خلال الفترة الماضية، لأنه كان يعتبر مهرجان الحمامات المكان الأمثل للعودة الحقيقية إلى جمهوره. وقد بدا العرض كرحلة داخل الذات الموسيقية للفنان، لم تكتف باستعادة الماضي، بل قدّمته بصيغة الحاضر بكل صدقه الفني ووفائه للهوية.
وتتواصل عروض الدورة 59 لمهرجان الحمامات الدولي، حيث يلتقي جمهور المهرجان مساء السبت 2 أوت مع أمير الطرب صابر الرباعي، أحد أبرز نجوم الغناء العربي المعاصر، الذي عرف بجديته الفنية وإحساسه المرهف منذ انطلاقته في أواخر الثمانينات، ما مكّنه من تكوين قاعدة جماهيرية عريضة في العالم العربي.