أهدت المخرجة التونسية كوثر بن هنية، يوم السبت 6 سبتمبر 2025، جائزة الأسد الفضي التي منحتها لها لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان البندقية السينمائي عن فيلمها المؤثر "صوت هند رجب"، إلى الهلال الأحمر الفلسطيني وإلى جميع من خاطروا بحياتهم لإنقاذ الأرواح في غزة، مؤكدة أنّ "الأبطال الحقيقيين هم من يقفون على خط النار من أجل إنقاذ الآخرين".
وفي كلمة مؤثرة بعد تسلّم الجائزة، شدّدت بن هنية على أن "صوت هند هو صوت غزة نفسها، صرخة استغاثة دوّت في كل أنحاء العالم، لكن لم يجبها أحد، وسيظل صوتها حاضرًا حتى تتحقق العدالة والمساءلة"، مضيفة أنّ السينما قد لا تعيد هند إلى الحياة ولا تمحو الفظائع التي ارتُكبت بحقها، لكنها قادرة على حفظ صوتها وترديده عبر الحدود، لأن قصتها كما قالت ليست حكايتها وحدها، بل هي مأساة شعب بأكمله يواجه إبادة جماعية ينفذها الاحتلال الإسرائيلي دون محاسبة.
ولم تُخف المخرجة قلقها على عائلة هند التي ما تزال في غزة، حيث أشارت إلى أنّ والدتها وسام وشقيقها الصغير إياد يعيشان تحت الخطر الدائم شأنهم شأن آلاف الأطفال والأهالي، داعية قادة العالم إلى التحرك العاجل لإنقاذ أرواحهم، ومؤكدة أن بقاؤهم مسألة عدالة وحق إنساني أصيل.
كما نقلت رسالة والدة هند التي شكرت فريق الفيلم وكل من دعمه، معربة عن أملها في أن يسهم هذا العمل في وقف الحرب، ومؤكدة أنّ "هند ليست القصة الوحيدة في غزة، فهناك مئات الأطفال الذين ما زالوا ينتظرون بصيص أمل".
واختتمت بن هنية خطابها بكلمات حادة وصادقة: "رحم الله روح هند، ولتسهر أعين قاتليها ولا تنام. والحرية لفلسطين"، قبل أن تستشهد بمقولة نيلسون مانديلا الشهيرة: "حريتنا ناقصة من دون حرية الفلسطينيين".
ويُذكر أن فيلم "صوت هند رجب"، الذي يوثق الساعات الأخيرة من حياة الطفلة الفلسطينية هند التي استشهدت مطلع 2024 برصاص جيش الاحتلال، كان قد حصد ست جوائز موازية بارزة في مهرجان البندقية من بينها جائزة اليونيسف، جائزة الصليب الأحمر الإيطالي، وجائزة الشبل الذهبي، ليُتوج أخيرًا بجائزة الأسد الفضي، ثاني أرفع تتويج في المهرجان بعد الأسد الذهبي، في إنجاز غير مسبوق للسينما التونسية والعربية.