أبحرت مساء أمس الأربعاء 17 سبتمبر 2025، السفينة "Florida" التي حملت اسم "أنس الشريف" من ميناء قمرت باتجاه مياه غزة المحاصرة، وفق ما أفاد به أسطول المغرب العربي.
وتُعدّ سفينة "أنس الشريف" آخر سفينة ضمن الأسطول المغاربي المتوجّه إلى غزة، في إطار الحراك الدولي البحري الهادف إلى كسر الحصار المفروض منذ أكثر من خمسة عشر عامًا.
وقال النائب محمد علي، وهو أحد المسافرين على متن السفينة، إن هذه اللحظة استثنائية تختلط فيها مشاعر المسؤولية الوطنية بالالتزام الإنساني، فالقضية الفلسطينية لم تكن يومًا بعيدة عن وجدان التونسيين، بل كانت على الدوام مرآة لصدق الانتماء العربي والإسلامي، ومقياسًا لمدى الوفاء لقيم الحرية والعدل.
وأضاف في تدوينة نشرها أن الرحلة ليست مجرد انتقال جغرافي من ميناء إلى آخر، ولا هي مغامرة بحرية في عرض المتوسط، بل فعل رمزي وميداني في الآن ذاته. فنحن ـ يقول النائب ـ نبحر محمّلين بأمل الشعوب في كسر القيود، وبإصرار الضمائر الحيّة على أن فلسطين ليست وحدها. كل موجة نعبرها هي رسالة إلى العالم بأن غزة ليست مجرد جغرافيا محاصرة، بل قضية أمة بأكملها، وأن البحر الذي يحاول الاحتلال تحويله إلى جدار، سيكون اليوم جسرًا للكرامة.
وأكد النائب أن رمزية هذه الرحلة تزداد حين نعلم أن السفينة التي تشقّ طريقها نحو غزة تحمل اسم الصحفي الشهيد الغزاوي أنس الشريف، الذي قدّم حياته ثمنًا للحقيقة. واستحضار اسمه، وفق تعبيره، ليس تكريمًا فرديًا فحسب، بل إعلاء لصوت الكلمة الحرة التي قاومت التعتيم وتحدّت آلة الحرب والقتل، وبقي صداها يدوّي أقوى من الرصاص. فالسفينة تحمل اسمه لتؤكد أن الحصار لا يطول الكلمة، وأن الحقيقة لا تغرقها مياه ولا تطمسها جدران.
وختم النائب بالقول: من تونس إلى غزة، من البحر إلى البر، نكتب فصلاً جديدًا في ملحمة التضامن. نحمل معنا صدى التاريخ المشترك، من معركة الجلاء في بنزرت إلى معركة الصمود في غزة، فالمقاومة واحدة، والذاكرة واحدة، والعدو واحد.