اكد الاستاذ الجامعي و الباحث في الجماعات الاسلامية المتشددة علية العلاني ان الجماعات الارهابية تختار بدقة توقيت القيام بعملياتها و لاسيما في شهر رمضان الذي تعتبر بأن الثواب فيه مضاعف حسب منظري التنظيم.
و قال العلاني في تصريح لـ''ارابسك'' أن القيام بأي تصفيات خلاله هو لكسب مزيد من الأجر و الثواب بالنسبة للجماعات الارهابية و هو على خلاف ما ورد في كتاب الله و الذي يحرم القتال في الأشهر الحرم كما أنه يحرم القتال من أساسه لكن في منظورهم هو اجتهاد ديني منهم لا يخفي نوازع دينية بقدر ما يخفي مبررات للقيام بعمليات إجرامية تودي بحياة البعض و تهدد أمن البلاد وسلامتها .
و أكد محدثنا ان هذا ما يثبت أن لهذه الجماعات أجندات خفية تخدم بالأساس جهات معينة و ليس لها علاقة بكسب الأجر و الثواب.
و عرج أيضا العلاني في كلامه عن اللإجراءات التي اتخذتها الحكومة على خلفية الهجوم الإرهابي الأخير أنها إجراءات ضرورية لكنها غير كافية لمنع تمدد خطر الإرهاب كما أنها تأخرت حيث كان من المفروض إقرارها بعد حادثة باردو لكن على الأقل أن تبدأ الأن خير من أن لا تبدأ أصلا.
و ذكر أنه قد دعا سابقا الى الاعلان عن حالة الطوارئ طيلة الفترة الصيفية خاصة بعد الضربة الارهابية الثقيلة الأخيرة التي عرفتها تونس ، متوقعا ان تتخذ المؤسستين الامنية و العسكرية هذا الاجراء نتيجة للتقارير الواردة على مصالح الامنية و الإداريّة و التي تحذّر من تهديدات قادمة قد تتعرض لها تونس .
و اعتبر العلاني ان اعلان حالة الطوارئ طيلة فترة الصيف من شأنه أن ينقذ ما تبقى من الموسم السياحي ، مضيفا أن هذه الإجراءات تعيد للدولة سيطرتها و اشرافها على البلاد خاصة منه في المجال الأمني و أيضا سيطرتها على الفضاء الديني و ذلك على إثر قرار إغلاق 80 مسجدا حيث كانت تقدم الخطب و الدروس الدينية التي تشجع على التطرف في المساجد.
و تابع العلاني ان قرر الإغلاق هو قرار مؤقت حتي تتمكن الدولة من تعيين أئمة يكونوا تابعين لسلطة الإشراف ، على حد قوله.
و لفت العلاني الى ان ن مقاومة الإرهاب تكون من خلال العمل علي شقين الأول يكمن في الشق الأمني البحت الذي يجب أن يسند للهياكل الرسمية الأمنية والعسكرية و الشق الثاني يكمن في المجتمع المدني و دوره في مقاومة الإرهاب و ذلك من خلال دور المواطن في الإخبار و تقديم المعلومات عن كل تحركات مشبوهة وهذا لا يستدعي لجان شعبية كما قال محسن مرزوق لكن يستدعي بالأساس جمعيات المجتمع المدني .
و اكد علية العلاني أن تونس ليست قادرة على مجابهة خطر الإرهاب بمفردها وأن هذا مربط الفرس لكن في المقابل فإن تونس لديها الكثير من الأصدقاء من الدول في منطقة الشرق الأوسط و حتي في أوروبا و البلدان المغاربية على غرار الجزائر التي يمكنهم مساعدتها و ذلك على المستوي اللوجستي لان تونس بلد مدني بالأساس و المؤسسة العسكرية التونسية لم يكن لها دور في الحياة السياسية من قيل لذلك هي في حاجة إلى العديد من التجهيزات لمواجهة الارهاب.
و لفت العلاني الى ان هذه الدول الصديقة بإمكانها مساعدة تونس في هذا الشأن من خلال القروض أو بعض المساعدات لتعصير التجهيزات كما أن تونس في حاجة للمساعدة من الجانب الإستخباراتي.
مروة جدعوني