بعد عرض الافتتاح الذي كان بإمضاء الأركستر السيمفوني لمدينة المنستير مساء الجمعة 10 جوان تتواصل فعاليات الدورة الأولى لمهرجان فنون البحيرة من خلال عرض مسرحية "بيك نعيش" اخراج نوفل عزارة وحسان الغربي وتمثيل حسان الغربي احتضنه فضاء البحيرة مساء السبت 11 جوان.
مونودراما اجتماعية يؤدي فيها الحسان دور ممثل
يعتبر نفسه من مواطني العالم ... يعود إلى بلده وفي ذهنه أحلام كثيرة مدعيا أنه سيصنع "عالما أفضل". ومنذ وصوله إلى المطار تستقبله اللجنة العليا للاجئين والعائدين التي تخضعه لاجتياز امتحان اندماج آرائه وأفكاره ومدى انسجامها مع المخيال الوطني ... تضعه اللجنة تحت الحرية المراقبة لتسجيل ملاحظاتها وإصدار قرار في شأنه. فهل ينجح في الامتحان أم تقرر اللجنة رفض آراءه وأفكاره لعدم انسجامها مع محيطه الجديد... "بيك نعيش" تطرح في قالب كوميدي ساخر عديد المواضيع للسؤال والتساؤل تتخللها مواقف تندرج فيما يعرف بالنكتة السوداء يقدمها ويجتازها هذا الممثل الفرد المواطن في مواجهته لنفسه وأفكاره ووعيه ولا وعيه، في هروبه وتقدّمه وهي أيضا مواجهة بين مجتمعه ومشروعه الجماعي.
يستحضر الممثل حسان الغربي في هذا العمل أكثر من عشر شخصيات نسائية ورجالية ليكشف من خلالها الواقع الجديد للمجتمع التونسي من منظور مغترب يعود للوطن بعد عشرين عاما من الهجرة، ممثل حالم يضج بالأفكار والأحلام تضعه اللجنة أمام اختبار الواقع المعيش الذي يخوض في تفاصيله بجرأة لا تخلو من الإيحاءات كاشفا عن تناقضاته وعجزه وسلبيته ولامبالاته وتدني الذوق العام، شخصيات محبطة وأخرى مكتئبة ومنافقة وأخرى تتعامل مع مفهوم الدين حسب أهوائها... أما المصيبة الكبرى فتنكشف من خلال التوظيف الخاطئ للتكنولوجيا واستعمالها في غير أغراضها بحيث أصبح الإنسان بمثابة العبد لها،
لم يبتعد الثنائي نوفل عزارة وحسان الغربي عن تونس اليوم قبل وبعد 14 جانفي .. كتبت بقالب كوميدي يتشكل عبر مجموعة من المواقف المتحركة من شخصية لأخرى تبدو السياسة غائبة في ظاهر القول/النص لكنها تغوص فيها بذكاء من خلال رسم كاريكاتوري لمجموعة من الشخصيات... هذه تونس اليوم التي تفرض على العائد إليها بعد غربة طويلة أن يخضع لاختبار التأقلم والقدرة عليه ليحصل على الجنسية. تضعنا المسرحية أمام مشروع الممثل الحالم، مشروع ثقافي مني بالخيبة لأن ملامح البلاد تغيرت كما تغيرت مقتضيات العيش فيها... رغم الإحباط والصدمة تجاه هذا الواقع الجديد وهذه المتغيرات التي قتلت الحلم يصرخ الممثل "لحسن الحظ أنني عدت" ربما بهذه النتيجة يؤكد الممثل/الحامل لمشروع ثقافي أنه الوحيد القادر على تغيير البلاد للأحسن وهو أيضا القادر على رفع سقف الأحلام.
مهنياً: يتحدث هذا اليوم عن أوضاع مهنية متينة وممتازة، وما بدأت به قابل للاستمرار والتطوّر إذا واظبت عليه بجدك ونشاطك المعهودين
عاطفياً: غيمة سوداء قد تؤثر في علاقتك بالحبيب لكن سرعان ما تعود الأمور إلى طبيعتها وأفضل مما كانت سابقاً
صحياً: إذا رغبت في تحسين وضعك الصحي، عليك أن تبذل جهداً أكبر في المستقبل القريب لتقطف ثمار ذلك لاحقاً