ثقافة و فن

مسرحية "صنقرية" أحداثها كلمات ثلاث: الموت و الله و الحب

تميز مسرح اليخاندرو كاسونا بالفانتازيا الشاعرية الساحرة و اغترابه عن عالم الواقع جزئيا، فمسرحية الكلمة الثالثة التي كانت منطلقا نصيا لمسرحية صنقرية أو اعادة كتابة أحداثها وفق تصورات و اختيارات جمالية متداخلة بين لغة الصورة المشهدية و التي تتأسس غالبا على تقنية السينما وبين النص المنطوق الذي يعتبر مكونا أساسيا للعرض المسرحي، فبالعودة الى مسرحية الكلمة الثالثة لكاسونا نكتشف أنه متأثرا بالفكر العربي الإسلامي في الأندلس و برسالة حي بن يقضان و أنه من خلال الفطرة و الطبيعة يمكن الوصول الى الحقيقة، هذا ما سيحيلنا إلى فهم طبيعة الأسئلة الوجودية التي انطلق منها والد يونس بعدما تيقن من هروب زوجتة متسللة ليلا مع عشقيها تاركة له طفلا صغيرا في الرابع من عمره من جهة و تاركة له أيضا اسئلة محيرة حول مصيره و مصير ابنه الوحيد، أين سيجدان السعادة في المجتمع؟ أم في العزلة؟
بعد عامه الرابع وجد يونس نفسه مقذوفا به في الطبيعة بيعيدا عن عالم الحضارة المدنس بالخداع و عن عالم الحب  المثقوب و الزيف الإجتماعي، ليتعلم بين الجبال الكثير من المهارات كالصيد و ركوب الخيل وغيرهما حتى تمكن من فهم مكونات الطبيعة كالحيوانات و النجوم و الى جانب ان والده نقل له إرثا إجتماعيا ثقيلا ألا وهو علاقة الرجل بالمرأة من جانبها السلبي و الذي طرح في مسرحية صنقرية وفق تساؤلات فلسفية عقلية و منطقية، ليدرك يونس فيم بعد وهو في الغابة معنى الموت و لمس وجود الله بتجربة ذاتية  بسيطة أو بنوع من الحدس أقرب ما يكون الى التجربة الصوفية في الفكر العربي الإسلامي، أما بعد اكتشافه للموت و وجود الله بقي له الا أن يلج الى الكلمة الثالثة أو القوة الثالثة المتعالية في الحياة و هي الحب، فلم يستطع يونس ادراك معناها في الغابة و ان كان يلمح ضلالها الوحشية الغرائزية وقت هياج الحيوانات في الربيع  فيعتبر هنا اختيار ان تكون امراة تعلم بطلا ليس عبثا و ما تمتاز به المرأة من الرحمة و الشفقة لانها كذلك كائن عاطفي على عكس المعلمون السابقون الذكور.
تتخبط مسرحية صنقرية  لناصر العكرمي في ثلاث كلمات مفاتيح الموت، الله، الحب و أسئلة عن الوجود و عن قضايا اجتماعية و سياسية معقدة، جسد شخصياتها: شهاب شبيل، لطفي العكرمي، لطفي الناجح، صبرين السبوعي، يسر العيشاوي، شيراز العياري،عبد العزيز التواتي، ضياء المنصوري.