ثقافة و فن

تكريم الفنانة القديرة نعمة في مهرجان الحمامات الدولي

تحت إشراف وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين وبحضور والي نابل سلوى الخياري وأهالي المطربة ومحبيها، انتظمت في سهرة الأربعاء 24 جويلية 2019 بالدورة 55 لمهرجان الحمامات الدولي سهرة تكريم المطربة التونسية الكبيرة نعمة. 
واستهلّ الحفل بتكريم وزير الشؤون الثقافية للسيدة نعمة، باهداءها لوحة "بورتريه" شخصية بصورتها... واسترجعت نعمة في هذه السهرة مع جمهورها، ذكريات جميلة من مسيرتها الفنية وحياتها في أنهج تونس العتيقة وحنينها لأيام الزمن الجميل، حين كان نجوم تونس يجتمعون في الاذاعة التونسية لتسجيل أعمالهم الفنية. السيدة نعمة، كما يلقبها أغلب التونسيين، هي حليمة الشيخ، من مواليد 23 فيفري 1934 في أزمور بولاية نابل، كبرت في العاصمة التونسية وبدأت مزاولة نشاطها الفني من عام 1958 إلى غاية سنة 1998.
و كانت أبرز محطاتها الفنية، حين انخرطت في المعهد الرشيدي وأصبحت من مطربات فرقة الرشيدية ولقبها الفنان صالح المهدي ب"نعمة" ولحنّ لها مجموعة من الأغاني العاطفية، من بينها"يا ناس ماكسح قلبو" و"الدنيا هانية" و"الليل اه ياليل". وكانت نعمة من الفنانات اللواتي لحن لهن الفنان خميس ترنان أغاني مازالت خالدة لليوم كأغنية "ماحلاها كلمة في فمي" و"شرع الحب" و"غني يا عصفور".
و في سنة 1958 انتمت السيدة نعمة إلى الإذاعة التونسية كمطربة رسمية ضمن المجموعة الصوتية التي كانت تضم أشهر الأسماء الفنية في تونس آنذاك مثل الفنانة صليحة وعلية ونادية حسن، ومن هذه المحطة، اشتهر اسم نعمة وذاع .صيتها وبلغت شهرتها الجزائر وليبيا والمغرب وفرنسا وصارت تقيم العديد من الحفلات. 
وقد غنت المطربة نعمة في كل الأنماط الموسيقية، ولم تكتف بلون واحد، فرصيدها الغنائي يتجاوز 360 أغنية لحنها أشهر الملحنين من تونس: خميس ترنان ومحمد التريكي وصالح المهدي والشادلي أنور ومحمد رضا وسيد شطا وقدور الصرارفي وعلي شلغم وعبد الحميد ساسي. ومن ليبيا، لحّن لها الملحن حسن العريبي وسلام قادري وكاظم نديم.
 ولحّن لها من مصر: يوسف شوقي وسيد مكاوي. وحازت نعمة على ألقاب عديدة لعلّ أبرزها "فنانة تونس الأولى" اللقب الذي أطلقه عليها المسرحي والناقد الصحفي المصري يوسف إدريس مقرّا أنها تستحق هذا اللقب عن جدارة.
 واستطاعت نعمة أن تصبح أيقونة من ايقونات الفن التونسي دون أن تغادر أرض بلادها، وتمسكت بالطابع التونسي رغم أنها عاصرت عمالقة الغناء والموسيقى في المشرق العربي من مصر، وقد كان لها صداقات متينة مع أغلبهم، مثل كوكب الشرق أم كلثوم وعبد الحليم حافظ.
 كما رافقت فيروز طيلة زيارتها لتونس بطلب شخصي من الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة. في هذا الحفل تغنى بموروث السيدة نعمة الموسيقى عدد من نخبة الأصوات التونسية وهم المطربة القديرة سلاف، الفنانة نوال غشام، الفنانة راقية ناصر، الفنانة اية دغنوج، الفنان نور الدين الباجي،الفنان سفيان الزايدي، الفنان عبدالوهاب الحناشي والفنان الشيخ، كما شارك الحفل عازف الكمنجة التونسي الكبير البشير السالمي والملحن محسن وقام بتنشيط السهرة الاعلامي والمؤرخ التونسي عبد الستار عمامو بأسلوبه الجميل. تظلّ نعمة، سيدة من سيدات الفنّ في تونس والعالم العربي، وحتى في غيابها عن الساحة الفنية، فإن جمهورها مازال وفيا لها، محبا لأغانيها