ثقافة و فن

الحبيب المسلماني في حوار لأرابسك... يتحدث عن واقع الدراما و أزمة السيناريو في الأعمال التلفزيونية

 يعتبر الحبيب المسلماني ،أحد أعمدة عالم الإخراج التلفزي والسينمائي في تونس، فهو بمثابة ركيزة فنية هامة ، له العديد من الأعمال في رصيده من مسلسلات وأفلام لازالت راسخة في الذاكرة الشعبية للتونسيين، ولعل أبرز أعماله نذكر 'عاشق السراب' سنة 2009 و 'بين الثنايا' سنة 2008  و'الليالي البيض' لسنة 2005 و مسلسل 'عنبر الليل' وكذلك 'حسابات وعقابات' و 'عودة المنيار' ،إضافة إلى تعامله مع عديد القامات الفنية في مجال المسرح و التلفزيون و السينما.

ويمتلك الحبيب المسلماني ،مسيرة زاخرة و ثرية على المستوى النوعي والكمي ،وهو مرجع كبير في الآليات المعتمدة لصناع الصورة و المخرجين .
وفي هذا الصدد ،التقى فريق أرابسك بالمبدع الحبيب المسلماني و تضمن اللقاء  رؤيته الإخراجية للواقع الفني وبداياته في عالم الفن على غرار نقاط أخرى تطرقنا إليها في هذا الحوار.
 
- ماهو رأيك في الدراما التونسية في الفترة الأخيرة ؟
الدراما التي نؤمن بيها هي تلك التي تخدم الإنسان، وترتقي به إلى مصاف المحبين للخير و الفضيلة وزرع الأمل ونبذ الاختلافات و التصادم والسلام و المحبة، وكل ما من شأنه أن يزرع و ينمي مفهوم الوطنية و الأصالة وما يقرب الإنسان إلى أخيه الإنسان و يدفع به إلى التآزر و المحبة ونكران الذات و التضامن.
و إذا سلمنا بهذا المفهوم وأخترناه كقاعدة أساسية في الأعمال الدرامية ،سنلاحظ دون أدنى شك أن الأمور ليست على هذه الشاكلة وأن أغلب الإنتاجات تدور في فلك خالف تعرف و بمضامين أبعد ماتكون على هوية التونسي و انتضاراته، في ترسيخ مبادئ الأخلاق في مفهومها الجامع ،وأكبر دليل على ذلك أن العائلة ما عادت تجتمع لمشاهدة هذه الأعمال مجتمعة.
- صناع السينما و الممثلين يؤكدون أننا نواجه أزمة سيناريو اليوم، ماهو تعليقك ؟
من المسلم أن الكلمة تسبق الأفعال وأن جوهر الأمور، و النص عامة هو المحرك الأول لكل خطوة في اتجاه أي عمل درامي ، و في هذا الإطار، بات من المؤكد أن السيناريو هو الركيزة الأساسية لأي عمل ناجح، فالمعالجة الدرامية و بناء الشخصيات ،و اتقان الحبكة من ضروريات الفعل الدرامي ومن من مستلزماته لبلوغ الهدف المنشود ، هو علم قائم بنفسه و تقنية لها وصولها و مفرداتها.
و مع الأسف قليلون من يدعون إمتلاك هذه الحرفية و أدواتها الخاصة، ومن هنا تأتي أزمة السيناريو التي نشهدها اليوم في الاعمال التلفزيونية .
- أي نوع من العلاقة بين المخرج والممثل تحبذ؟ هل تعطي الحرية للممثل أم تقيده بالسيناريو؟
العلاقة بين المخرج و الممثل، هي علاقة ود و احترام و ثقة ، وعلى هذا تبنى الشراكة...فالحوار المقنع النابع من الشخصية و خصوصياتها لا يمكن أن يحور على هوى الممثل أو ميولاته ،وأنا شديد في احترام هذا المبدأ وبالنسبة لي هو أن يكون الأداء صادقا والإحساس لكي يتألق الممثل .
- ماهي المقاربة بين السينما والتلفزيون في اعتقادك؟ 
المقاربة بين السينما و التلفزيون ،تنبع من خصوصية كليهما ولعل أبرزها، أن لا ثرثرة في الفن السابع...فإذا كانت المسلسلات ،تعتمد على الحوارات المطولة وتكرارالفكرة و  فإن السينما تنتقل بسرعة و إيجاز و تكون الصورة هي سيدة المشهد.
- متى كانت بدايات الحبيب المسلماني؟ 
بداياتي إقترنت مع إعلان التلفزة التونسية سنة 1968، لمناظرة الالتحاق بصفوف مساعدي المخرجين ،وكنت انذاك طالب في كلية الحقوق، وعند إعلان النتائج لم أتردد في اللحاق بيها و كانت بالنسبة لي هدية من السماء طالما راودتني وأنا أنشط في نادي السينما بصفاقس.
تلقينا خلال عامين ،أسس الميدان السمعي البصري نظريا و عمليا تخللتها تربصات في الخارج ،ثم بعد سنوات إلتحقت بالمعهد الوطني الفرنسي السمعي البصري بفرنسا كلل بالنجاح.
- ماهي أهم الصعوبات والعراقيل التي واجهتها في بداية مسيرتك؟ 
لا يمكن الحديث، عن صعوبات وأنت تعمل طبق ما رسمته في حياتك ،لأنك إذا أحببت شغلك فإنه بدوره يحبك وكل شئ في سبيل الحب يهون
- النصيحة التي يقدمها الحبيب المسلماني للشباب الطامح بعالم الإخراج ومازال مترددا؟ 
النصيحة الأغلى و الأثمن لكل االشباب المولع بمهنة الاخراج  ، هي التوجه الى الاخراج  ،لا لرغبة في الظهور بل لواعز داخلي ملهم وأساسي و يستندون عليه في كل الصعوبات و المطبات التي قد يتعرضون عليها.
 
حوار : عادل يحياوي