قال أستاذ القانون العام، العميد عياض ابن عاشور، اليوم السبت 2 جويلية ،2022 أنّه من الخطأ الاعتقاد أنّ مشروع الدستور أرسى نظاما رئاسيا، معتبرا أنّ النظام الوارد بمشروع الدستور "أكثر من رئاسي" و يمهد فعلا للاستبداد.
و أوضح بن عاشور قائلا : '' قرأت مسودة الدستور بسرعة لاني تحصلت عليها قبل يوم امس وانطباعي سلبي جدا لأن الدستور يتميز بشكله الذي يمكن ان اسميه دستور السذاجة ، واعتبره دستور تحريف وتزييف التاريخ ودستور الغموض ودستور المستبد المتمحور حول رئيس الجمهورية ودستور ينتسب شيئا ما الى الاسلام السياسي وهو في الاخير دستور لم يكترث بالمسائل الاجتماعية والاقتصادية خلافا لما قيل من قبل الذين دافعوا وشاركوا في اعداده وهم من الخبراء وعلى راسهم الاستاذ الصادق بلعيد " ، حسب تصريحه لراديو اي أف أم.
وأشار أستاذ القانون العام ، أن "النظام الذي ورد في مشروع الدستور ليس نظاما رئاسيا ومن الخطأ أن نظن أنّ الدستور جاء بنظام رئاسي فهذا خطأ والنظام اكثر من رئاسي لانه يمهد فعلا للاستبداد ولانه ليس لرئيس الجمهورية مسؤولية ولا يمكن اعفاؤه من منصبه".
و تابع :" أن الفصل الذي كان موجودا في الدستور القديم لم يعد موجودا (الفصل 87) ورئيس الجمهورية يتحكم في تسمية اعضاء الحكومة واعفائهم وفي حل المجلس وله الافضلية في الوظيفة التشريعة لان مشاريع رئيس الجمهورية تفضل على اقتراحات النواب وكذلك التحكم في المحكمة الدستورية وهي اخطر الاشياء لانه هو الذي سيعين القضاة الذين سيتولون مناصبهم في المحكمة الدستورية بحيث ان هذا يتجاوز بكثير ما هو موجود في النظام الرئاسي"، حسب تعبيره .
كما أوضح عياض بن عاشور، أنّ المقصود من عبارة روح الماء وردية التي استعملها ليست نسبة للماوردي وانما فعلا لماء الورد قائلا": مثلا عندما يقول "فاختلطت دماؤهم الطاهرة الزكية بهذه الارض الطيبة راسمين فوقها بدمائهم لوني الراية الوطنية " فهذا ليس اسلوب كتابة دستور وليس اسلوب قانوني وانما اسلوب ماء وردي ساذج او مثلا عندما يقول في التوطئة "أننا سنعمل ثابتين مخلصين على ان تكون التنمية الاقتصادية والاجتماعية مستمرة دون تعثر او انتكاس في بيئة سليمة تزيد تونس الخضراء اخضرارا من أقصاها الى أقصاها " فهذا أسلوب أدبي وليس اسلوب كتابة دستور وسميته اسلوب ماء وردي".