بعيدا عن الصراع السياسي وتبادل الاتهامات ، فجرت تصريحات القيادي في حركة النهضة الحبيب اللوز ، والتي هدد فيها وتحت قبة المجلس التأسيسي زميله النائب المنجي الرحوي بالقتل ، ازمة سياسية كبيرة في تونس وتحديدا في حركة النهضة لاتبدو تبعاتها واضحة الى الان.
التهديد بالقتل اساسا جريمة يعاقب عليها القانون فكيف اذا صدرت من نائب في المجلس التأسيسي ضد زميل له . الموضوع يتجاوز النائب عن حركة النهضة الحبيب اللوز ليصل الى مسؤولية الحركة كاملة حول ذلك، وان تعلن ان موقفه هو موقف شخصي لا يلزمها ، فذلك أشبه بذر الرماد على العيون ، لان حركة النهضة اليوم مطالبة بأن تتبرأ رسميا من هذه التصريحات ببيان واضح لاغبار فيه يوقع عليه زعيمها راشد الغنوشي ، وان تعلن موافقتها على رفع الحصانة عن الحبيب اللوز لان ذلك سيشكل الاساس لمحاكمته بجريمة واضحة الاركان والمعالم
. تبريرات وتصريحات قيادات النهضة لا تكفي لنزع فتيل الازمة ، ورفض الحركة القبول برفع الحصانة عن اللوز سيحملها المسؤولية القانونية والسياسية و الاخلاقية امام الشعب التونسي والعالم جراء ذلك ، لان الارهاب والتهديد بالقتل ليس قضية يمكن ان تغطى سياسيا بأي حال من الاحوال .
حركة النهضة اليوم امام تحد يمس مصداقيتها ، وما اعلنته بعد عودة قياداتها بأنها ترفض وتستنكر كل اشكال العنف وترفضه شكلا ومضمونا ، وهذه اللحظة الحاسمة ستكون فاصلة في تاريخ النهضة بأنها فعلا قد غيرت نهج العنف الذي اتبعته سنوات السبعينات والثمانينات ، أم أنها مازالت رغم ما ادعته من تغيير ذلك وفية لنهج العنف الذي مارسته لسنوات طويلة . اليوم حركة النهضة وزعيمها راشد الغنوشي امام تحد يمس مصداقيته ، فأما ان ينأى بحركته ممن يدعون من داخلها للقتل والارهاب ، وأما ان يضع نفسه في نفس المركب الذي لم يخرج منه احد منتصرا.
احمد الطاهري