اقتصاد

في أزمة غير مسبوقة : غياب المواد الغذائية الأساسية يؤرق عيش التونسيين (صور)

تشهد تونس نقصا في مواد غذائية أساسية أدى إلى اضطراب عمل مصانع وغياب منتجات عن رفوف المتاجر في البلاد التي يرى خبراء أن "الصعوبات المالية" التي تعاني منها هي السبب الرئيسي للأزمة.

وتشمل المواد التي تشهد نقصا في السوق التونسية منذ بضعة أسابيع السكر والقهوة والزبدة والحليب والمشروبات الغازية وزيت الطبخ.

و بات النقص واضحا في المراكز التجارية التي باتت تفرض حصصا محددة على زبون يريد شراء بضائع منها الحليب والزبدة والقهوة، أما زيت الطبخ الذي تورده الدولة وتبيعه بسعر مدعم، فقد أصبح مفقودا بشكل شبه كلي على الرغم من تأكيد وزارة التجارة أنه متوفر.

 

 تظهر الصور المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي صفوف التونسيين أمام المغازات الكبرى للحصول على المواد الاساسية الضرورية منذ منتصف شهر أوت 2022 .كما تضاعفت أسعار بعض المواد مثل الزيت النباتي ، ما دفع عدد من الشركات إلى إقرار زيادتين في أسعار منتجاتها منذ مطلع 2022.
و أكد أحد المواطنين بولاية أريانة في اتصال بأرابسك أن غياب بعض المواد على غرار السكر و الماء و الزيت و الزبدة و القهوة معتبر ان الأمر أصبح يؤرق جميع العائلا التونسية  التي تعاني منذ سنة من فقدان عديد المواد الغذائية الأساسية و تضاعف الأسعار و الاحتكار .
كما وجه المتحدث  اللوم على مؤسسات الدولة على مستوى ضعف التواصل و إيضاح ما يحصل وما سيحصل في سياق "هذه الأزمة الغير المسبوقة"  كما طالب رئيس الجمهورية قيس سعيد  بالتزام الوضوح :"يقوللنا إذا كان قادرا على حل المشكلة أم لا بدل الوعود التي نسمعها منذ أسابيع ولا تتحقق".
و في سياق متصل قال الخبير الاقتصادي معز حديدان في تصريح اعلاميى سابق،أن مشاكل الامداد الدولية "تسرّع فقط وتيرة الأزمة" التي لها أسباب محليّة بالأساس بسبب "صعوبات مالية" تعيشها الدولة.
وأضاف حديدان أن النقص سببه ضعف مخزون العملة الصعبة وأن الحكومة "تعجز عن تزويد السوق بكل المنتجات في الآن نفسه"، مؤكدا أن "الكثير من المزودين الدوليين باتوا لا يثقون في تونس ويطلبون دفع أسعار السلع و تكاليف النقل مسبقا بسبب تخفيض تصنيفها الائتماني (من وكالة فيتش) إلى سي سي سي" في مارس الماضي.
كما وصف معز حديدان خطاب الرئيس بأنه "متناقض مع أفعاله"، في حين "يروج  الى فكرة المؤامرة من أجل استرضاء الفئات الفقيرة ، تتفاوض حكومته مع صندوق النقد الدولي حول قرض أساسي من شروطه تنفيذ إصلاحات ضرورية من أهمهما إنهاء الدعم للمواد أساسية". 
و أكد الخبير الاقتصادي أن السؤال الأهم حاليا هو "هل لدى الرئيس قيس سعيّد الشجاعة للمضي قدما في تنفيذ الاصلاحات الاقتصادية؟".