ثقافة و فن

زغوان تحتفي بزهرة النسري في دورتها 39

 تنطلق فعاليات الدورة 39 لمهرجان النسري بمدينة زغوان من 17 إلى 25 ماي 2025، في تظاهرة ثقافية وفنية تحتفي بزهرة النسري وما تحمله من رمزية حضارية وتاريخية.

وتحظى هذه الدورة بدعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بزغوان، وولاية زغوان، وبلديتها، إلى جانب المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية، وعدد من المنظمات والمؤسسات الراعية. كما تندرج هذه الدورة ضمن برنامج "تونس وجهتنا" الممول من الاتحاد الأوروبي، الذي يهدف إلى تنويع العرض السياحي التونسي من خلال تعزيز السياحة المستدامة وتثمين التراث الثقافي والصناعات التقليدية.
واستعدادًا لانطلاق المهرجان، انطلق منذ 7 ماي معرض تسوق بالشراكة مع الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة بزغوان، ويتواصل إلى غاية 18 ماي، بمشاركة عدد من العارضين من مختلف جهات البلاد.
برنامج متنوع يحتفي بالتراث والهوية
تشمل برمجة المهرجان هذه السنة عروضًا موسيقية ومسرحية ورياضية وورشات متنوعة موجهة لمختلف الفئات العمرية. وتُفتتح الدورة بعرض "النوبة المعطرة" للفنان محمد علي كمون بمعبد المياه، في سهرة تحتفي بالتراث الموسيقي التونسي، تليها عروض شبابية من بينها حفل فنان الراب "جنجون". وعلى ركح المسرح، تُعرض مسرحية "تونسي ونصف"  لنبيل بن مسمية.
وفي بعد ثقافي ومعرفي، تنظم الجمعية ندوة علمية بعنوان "النسري: زراعة وتثمين من أجل تنمية مستدامة" بالتعاون مع المدرسة العليا للفلاحة بمقرن، إلى جانب يوم دراسي بعنوان "زغوان: مجال وتاريخ وتراث" يُقدَّم خلاله الجزء الأول من مؤلف علمي نتاج ندوة سابقة بالشراكة مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة.
زغوان عاصمة للتراث الطهوي
وفي التوجه نحو دعم سياحة الطعام، يحتضن اليوم الافتتاحي تظاهرة كبرى بعنوان "زغوان عاصمة التراث الطهوي"، تُعرض خلالها أطباق تقليدية من مختلف الولايات التونسية، في أجواء احتفالية تنشيطية تنظمها جمعية مهرجان النسري بالتعاون مع جمعية الطهي للجميع. ويأتي هذا الحدث تتويجًا لجهود الجمعية في تسجيل "كعك الورقة بالنسري" ضمن قائمة الجرد الوطني للتراث اللامادي.
أنشطة للأطفال ورياضة تجمع الأجيال
لم يغفل المهرجان عن الأنشطة الموجهة للأطفال، إذ خُصص لهم يوم تنشيطي بالمدينة العتيقة، يتضمن ورشات طبخ حي، نقش على الغلال، وورشات فنية بالشراكة مع المركب الثقافي بزغوان. كما تُنظم مباريات رياضية في كرة اليد وكرة القدم تجمع قدماء الملعب الزغواني والترجي الرياضي التونسي.
يُختتم المهرجان بعرض "ليلة الطرب التونسي مع نذير ونذير"، وهو حفل موسيقي يحييه الفنانان الزغوانيان نذير بالطيب ونذير حملية، وتنشّطه الإعلامي حاتم بن عمارة.
زهرة النسري: ذاكرة عطرة لتاريخ أندلسي
زهرة النسري، بعطرها الفواح وطابعها الرمزي، تمثل محور المهرجان. اقترن اسمها بحلوى "كعك الورقة" التي نقلها المورسكيون (مسلمو الأندلس) إلى زغوان منذ أربعة قرون. وتُروى حكايات عن كيفية استغلال النساء الأندلسيات لهذه الحلوى لإخفاء المجوهرات والأموال إبان تهجيرهم، ما جعلها شاهدة على تاريخ متجذر في الذاكرة الجماعية للجهة.
تأسس المهرجان في أواخر السبعينات بمبادرة من بلدية زغوان، ومنذ 2014 تتولى جمعية مهرجان النسري (AFEZ) تنظيمه، ساعية إلى تطويره وإضفاء صبغة دولية عليه، في إطار الحفاظ على التراث المادي واللامادي للمنطقة.