أعلن ديوان الحبوب أنّ إجمالي الكميات المجمعة على المستوى الوطني إلى غاية 31 جويلية 2025 بلغ حوالي 11,780 مليون قنطار، وهو ما يعكس تحسّنًا ملحوظًا مقارنة بالمعدلات المسجلة خلال السنوات الخمس الأخيرة، ويؤشر إلى موسم واعد رغم التحديات المناخية واللوجستية التي ميزت السنة الفلاحية الحالية.
وقد أفاد الديوان أنّ الكميات المجمعة توزعت من حيث الاستعمال إلى 11,079 مليون قنطار مخصصة للاستهلاك بنسبة قدرت بـ94 بالمائة، مقابل 0,702 مليون قنطار موجهة للاستغلال كبذور ممتازة بنسبة 6 بالمائة، وهي نسبة تفوقت على ما تم تسجيله خلال نفس الفترة من المواسم الفارطة، ما يدلّ على نجاعة السياسات المتبعة في مجال الإحاطة بالفلاحين وتحسين مردودية الإنتاج.
وفي ما يتعلق بحبوب الاستهلاك، أوضح ديوان الحبوب أن القمح الصلب مثل النسبة الأهم من مجموع الكميات المجمعة، إذ بلغ 7,538 مليون قنطار، فيما تم تجميع 0,578 مليون قنطار من القمح اللين، و2,921 مليون قنطار من الشعير، إلى جانب كميات أقل من التريتيكال التي لم تتجاوز 0,043 مليون قنطار. أما بالنسبة للبذور الممتازة، فقد توزعت بدورها إلى 0,618 مليون قنطار من القمح الصلب، و0,063 مليون قنطار من القمح اللين، و0,020 مليون قنطار من الشعير، إضافة إلى كمية رمزية من التريتيكال قدرت بـ0,001 مليون قنطار، وهي أرقام تعكس حرص الجهات المعنية على تحسين جودة البذور المعتمدة وتشجيع استعمال الأصناف المحلية ذات المردودية العالية.
ومن حيث التوزيع الجغرافي، جاءت ولاية باجة في صدارة الجهات من حيث الكميات المجمعة، حيث بلغت صابتها 2803 آلاف قنطار، وهو ما يعادل قرابة 24 بالمائة من الكمية الجملية على المستوى الوطني، تليها ولاية بنزرت التي جمعت 1792 ألف قنطار، ثم سليانة بـ1571 ألف قنطار، فالكاف بـ1373 ألف قنطار، فجندوبة بـ1270 ألف قنطار، في حين توزعت الكميات المتبقية على عدد من الولايات الأخرى بنسب متفاوتة، من بينها زغوان بـ757 ألف قنطار، القيروان بـ725 ألف قنطار، منوبة بـ649 ألف قنطار، نابل بـ231 ألف قنطار، القصرين بـ210 آلاف قنطار، أريانة بـ144 ألف قنطار، سيدي بوزيد بـ138 ألف قنطار، قفصة بـ92 ألف قنطار، سوسة بـ24 ألف قنطار، والمهدية التي سجلت أدنى الكميات بـ2 ألف قنطار فقط، ما يعكس التفاوت الطبيعي بين الجهات بحسب المناخ والموارد الفلاحية المتاحة.
وفي إطار مواصلة مجهودات المتابعة والمراقبة، تواصل لجان الرقابة الميدانية التابعة لديوان الحبوب زياراتها إلى مختلف مراكز التخزين، وذلك بهدف التأكد من سلامة الظروف التي تُخزن فيها الكميات المُجمعة، ومراقبة عملية نقل الحبوب نحو وحدات الديوان أو توجيهها نحو المطاحن والنيابات ومصانع العلف، حيث بلغت كميات الحبوب التي تم توجيهها إلى هذه الوحدات إلى حدود نهاية شهر جويلية حوالي 5,03 مليون قنطار.
كما تعمل اللجان المذكورة على متابعة جودة الحبوب المسلمة وتقييمها بدقة، مع السعي إلى تسريع عملية إصدار بطاقات الخلاص بهدف ضمان صرف مستحقات الفلاحين في الآجال المحددة، وذلك في إطار مقاربة تشاركية تضع مصلحة الفلاح في صدارة الأولويات، وتراهن على تعزيز الثقة بين مختلف المتدخلين في المنظومة الفلاحية.
ومن جهة أخرى، يواصل ديوان الحبوب تفعيل عمل خلية المتابعة الخاصة بصابة 2025، التي تم إحداثها خصيصًا لتلقي استفسارات الفلاحين والمجامع وتقديم الحلول الفورية للإشكاليات المطروحة في علاقة بالتجميع والخلاص وظروف التسليم، بما يضمن حسن سير الموسم ويُعزز الحوكمة في التصرف في الصابة الوطنية.
ويعكس الأداء العام للديوان خلال هذا الموسم درجة من الانضباط في تطبيق الإجراءات وتفاعلًا إيجابيًا مع مشاغل الفاعلين في القطاع، ما يُؤسس لمرحلة جديدة من التقييم والبناء على مكاسب موسم 2025.