قال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، إن رئيس الجمهورية قيس سعيّد ''يريد تكريس انقلابه بدستور جديد يكرسه نظاما جماهيريا يحلم به يعيد للاذهان نظام فرعون "أنا ربكم الأعلى " مما لا علاقة له بالتعددية الديمقراطية''.
وأضاف الغنوشي، في حوار مع موقع ''عربي21'' القطري، أن رئيس الجمهورية ''لم يرض بدستور الثورة ولا بالقيادات التي جاءت بها الثورة ويحدّث بنفسه بالنظام القاعدي أو النظام الجماهيري، حيث لا أحزاب ولا نقابات ولا مجتمعا مدنيا، وإنما هناك رئيس ملهم قادم من العالم الآخر يحمل رسالة انقاذ للعالم قاطبة، جهاز يرسل.. و"شعب" يتلقى''.
وأشار الغنوشي، إلى أن الشعب التونسي يستحق خيرا من ذلك وأن الشعب الذي أنتج ثورة الحرية والكرامة غير مستعد أن يستبدلها بنظام فردي لا ينتمي إلى عالمنا، عالم الحرية والكرامة والتعددية، حسب تعبيره.
وردا على من يعتبرون أن في سقوط قيس سعيد سيكون في مصلحة النهضة وأنه سيزيدها قوة ويرجعها الى صدارة المشهد.، قال الغنوشي: ''نحن نقول لهم، لا يجب أن تقودهم هذه القناعة الى ترك البلد ينهار وترك الحريق يلتهم البلد. ونقول لهم، نحن نتفهم تخوفكم، ومستعدون للتحاور والتعاون مع كل الاطراف للاتفاق على الاصلاحات السياسية والاقتصادية التي تحتاجها البلاد وعلى خارطة طريق تخرجنا من الأزمة التي تتردى فيها البلاد''.
وأضاف: ''ما يحركنا هو خوفنا على بلادنا وليس رغبتنا في المناصب والمواقع. نحن في حركة النهضة معنيون بحفظ بلادنا ووحدة شعبنا، وإنقاذ دولتنا وتجنب الفتن التي يمكن أن تدمر بلدنا، هدفنا هو إنقاذ بلادنا من خطر الانهيار، وليس تصدر المشهد والعودة إلى الحكم. نعرف أن التحديات التي تواجه البلاد كبيرة خاصة بسبب ما أحدثه الانقلاب من أضرار، تعالوا نتحاور، تعالوا نضع اليد في اليد لإنقاذ بلادنا قبل فوات الأوان، ونحن مستعدون لتقديم التضحيات والتنازلات من أجل ذلك فبلادنا أغلى علينا من أحزابنا وأنفسنا''.
واشار إلى أن ''تواصل الانقسام ورفض التعاون والتخويف من عودة النهضة هو أهم سلاح لدى الانقلاب ليواصل في تفكيك الدولة، وتفكيك المؤسسات، وترسيخ نظامه الهلامي الانفرادي المطلق الذي يقوم بالضرورة على تدمير ومسح كل ما انتجته دولة الاستقلال والثورة من نخب ومؤسسات وحريات عامة وفردية ومجتمع مدني وأحزاب''، وفق قوله.
وأضاف: ''بالنسبة للمنقلب، تونس قبله كانت تعيش مرحلة العدم والتيه، وأنه مرسل ليصنع تاريخا جديدا ليس فيه مكان الا للزعيم ومريديه و"شعبه"، لذا أدعو أبناء تونس لايقاف هذا العبث الخطير بالدولة والبلاد، وذلك قبل فوات الاوان.نحن احرص على عودة الديمقراطية من عودتنا إلى الحكم''.